responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 192

كان أشد عليه من محمد ابن أبي بكر فبعث معاوية إلى الجايستار رجل من أهل الخراج فقال له ان الأشتر قد ولى مصر فان أنت كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت فاحتل له بما قدرت عليه فخرج الجايستار حتى أتى القلزم وأقام به وخرج الأشتر من العراق إلى مصر فلما انتهى إلى القلزم استقبله الجايستار فقال هذا منزل وهذا طعام وعلف وأنا رجل من أهل الخراج فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياه فلما شربها مات وأقبل معاوية يقول لأهل الشام ان عليا وجه الأشتر وأقبل الذي سقاه إلى معاوية فأخبره بمهلك الأشتر فقام معاوية في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإنه كانت لعلي ابن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر. [١]

وفي رواية البلاذري قال : وأتت معاوية عيونُه بشخوص الأشتر واليا على مصر ، فبعث إلى رأس أهل الخراج بالقلزم فقال له : إن الأشتر قادم عليك ، فإن أنت لطفت لكفايتي إياه لم آخذ منك خراجا ما بقيت. فأتاه بشربة منه قد جعل فيها سمّا ، فلما شربها قتلته من يومه أو من غده. وبلغت معاوية وفاته فقال : كانت لعلي يدان ـ يعني قيس بن سعد (بن عبادة) والأشتر ـ فقد قطعت إحداهما وجعل يقول : إن لله لجندا من عسل. [٢]


[١] الطبري ، تاريخ الكبري ج ٤ ص ٧٢. وفي البداية والنهاية ٧ / ٣٤٧ قال ابن كثير : وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن معاوية كان قد تقدم إلى هذا الرجل (أي الجايستار) في أن يحتال على الأشتر ليقتله ووعده على ذلك بأمور ففعل ذلك ، وفي هذا نظر ، وبتقدير صحته فمعاوية يستجيز قتل الأشتر لأنه من قتلة عثمان رضي‌الله‌عنه.

[٢] البلاذري ، انساب الاشراف ج ٢ ص ٣٩٩. وفي ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق : ج ٥٦ ص ٣٧٦ ، أن معاوية قال لأهل الشام : «يا أهل الشام إنكم منصورون ومستجاب لكم الدعاء فادعوا الله على عدوكم! فرفع أهل الشام أيديهم يدعون عليه ، فلما كانت الجمعة الأخرى خطب فقال : يا أهل الشام إن الله قد استجاب لكم وقتل عدوكم! وإن لله جنوداً في العسل ، فرفع أهل الشام أيديهم حامدين الله على كفايتهم إياه». ونحوه اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ص ٢ ج ١٧٩ ، وابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج ٦ ص ٧٦.

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست