اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 134
فقال : وعليكِ السلام ، وبالرغم منكِ
والله دعوتِني أمير المؤمنين.
قالت : يام أمير المؤمنين مَهْ ، فإنَّ
بديهة السلطان مدحضة لما يجب علمه.
قال : صدقت. كيف حالك يا خالة؟ وكيف كنت
في مسيرك؟
قالت : بخير لم أزل في عافية ، وسلامة
حتى أدتني إليك الرِّكاب.
قال : أخبريني كيف كان كلامُك يوم قتل
عمار بن ياسر؟
قالت : لم أكن رويته قبل ، ولا درسته
بعد ، وإنها كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة ، فإن أحببت أن أحدث لك مقالاً
غيره فعلت.
قال : لا.
ثم التفت إلى أصحابه فقال : أيكم يحفظ
كلامها؟
فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين ،
أنا أحفظه كحفظي سورة الحمد.
قال : هاته. قال : نعم ، كأني بها في
ذلك اليوم وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية ، وهي على جمل ، وبيدها سوط ، وهي كالفحل
يهدر في شقشقته ، وهي تقول :
... هلموا ، رحمكم الله إلى الإمام
العدل ، والتقيِّ الوفي ، والصدِّيق الوصي إنها إحَن بدرية ، وضغائن جاهلية ، وأحقاد
أحدية ، وثب بها معاوية عند الغفلة ، ليدرك بها الفرصة من ثارات بني عبد شمس ثم
قالت : (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن
بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ
إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) التوبة / ١٢.
... أيها الناس أفراراً عن ابن عم رسول
الله صلىاللهعليهوآله
، وزوج إبنته ، وأبي سبطيه. خُلق والله من طينته ، وتفرع من نبعته ، وخصه بسره
وجعله باب مدينته ، و (علم) بحبه (المؤمنين) ، وأبان ببغضه المنافقين. [١]
[١] ابن طيفور ، بلاغات
النساء ص ٥٢. أقول :
في النص (وعلم بحبه المسلمين) ولكنني اخترت لفظة (المؤمنين) حيث ورد في الحديث
النبوي (لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن) ابن الاثير ، ، جامع الأصول ، مكتبة
الحلواني ـ مطبعة الملاح ـ مكتبة دار البيان ١٩٧٢ م ، ج ٨ ص ٤٩٤. محمد تقي التستري
، قاموس الرجال ج ١٢ ص ٢٠٢. ابن بكار الضبي ، اخبار الوافدات من
النساء ص ٢٧. ابن عبد ربه ، العقد
الفريد ، ج ١ ص ٢٢٣. ابن عساكر ، تاريخ
مدينة دمشق ج ٧٤ ص ١٧٢.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 134