قتل الظالمون حسين الفَضيلة ، وفرِحوا
بمَقتله فَرحاً عظيماً ؛ إذ حَسِبوا أنَّهم قتلوا به شخصيَّته ودعوته ، وصرعوا به
كلمته ، وحَسِبوا أنَّهم أخذوا به ثار أسلافهم ، وانتقام أشياخهم ، داسوا بخيلهم
جَناجِن صدر الحسين (عليه السّلام) ، وسَحقوا جُثمانه ، وزعموا أنَّهم سَحقوا به
كلمة الحسين (عليه السّلام) ، ومَحقوا دعوته.
تركوا جَسد الحسين (عليه السّلام) وأجساد
مَن معه ، عُراة على العَراء ، بلا غُسلٍ ، ولا كَفن ، ولا صلاة عليه ، ولا دفن.
زاعمين أنَّهم أهملوا بذلك شخصيَّة الحسين (عليه السّلام) وأهميَّة الحَقِّ
والإيمان ، مثَّلوا بجُثَّة الحسين (عليه السّلام) ـ وقد مَنع الإسلام عن المُثلَة
ـ زاعمين أنَّهم جعلوا داعية العَدل ، وآية الحَقِّ ، أُمثولَة الخيبة والفَشل ، وأنَّه
سيُضرَب به المَثل.
لعبوا برأسه على القَنا ، وبرؤوس آله
وصَحبه ، أمام العِباد والبلاد ، زاعمين أنَّهم سيَلعبون بعده بعقائد العِباد ، ومصالح
البلاد ما داموا ودامتْ.