ثمَّ تضاعفت الرَجَّالة والخيَّالة على
الحسين (عليه السّلام). وطعنه سِنان برمحه. وقال لخولِّي احتزَّ الرأس. فضعُف هذا
وأرعد. فقال له سِنان : فَتَّ الله عَضدك ، ونزل وذبح الإمام ، ودفع رأسه إلى
خولِّي.
وسَلبوا ما على الحسين (عليه السّلام) ،
حتَّى سراويله ونَعليه ، ثمَّ تمايل الناس إلى رحله وثقله ، وما على أهله ، حتى
أنَّ الحُرَّة كانت لتُجاذِب على قناعها وخِمارها ، والمرأة تُنتزَع ثوبها مِن
ظهرها فيؤخَذ منها ، والفَتاة تُعالَج على سَلب قِرطها وسوارها ، والمريض يُجتَذب
الأديم مِن تَحته.
ثمَّ نادى ابن سعد في أصحابه : مَن
يَنتدب إلى الحسين ؛ فيوطئ الخيل صدره وظهره؟
فانتدب عشرة فوارس ، وداسوا بحوافر
خيلهم جَنازة الإمام ، ورضُّوا جَناجِن صدره. وصلَّى ابن سعد على قتلى جيشه ، ودفنهم
، وترك الشهداء الصالحين على العَراء ، (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).