لا نبالي نحن نصير
إلى الجنّة ونعيمها [١]
عند ذلك ودّع زهير الحسين بأُرجوزة وسار نحو ميدان القتال :
فدتك نفسي هادياً مهديا
اليوم تلقى جدّك النبيّا
وحسناً والمرتضى عليّا
وذا الجناحين الشهيد الحيّا
وفاطم الطاهرة الزكيّا
ومن مضى من قبلنا تقيّا
وهجم ثانية كالصرصر العاصف على جيش
العدوّ المخالف ، وقاتل قتال الوالهين إلى مرضاة ربّ العالمين ، وبينما هو
يقاتل إذ بصر به عبدالله الشعبي والمهاجر بن أوس التميمي وكانا في شغل به ،
فحانت منه فرصة فطعنه أحدهما بالرمح وضربه الآخر بالسيف ، فخرّ صريعاً إلى
الأرض ، ولمّا علم الحسين عليهالسلام بشهادته قال : لا يبعدك الله يا زهير ، ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.
رفت با ايمان کامل زين جهان
در رياضِ قربِ حق کردى مکان
لقي الله كامل الإيمان
وتبؤّأ بالقرب خير مكان
٦٨ ـ زياد بن عريب
أبو عمرو الحنظلي ، ومن سمّاه النهشلي
أو الخثعمي فقد أخطأ إذ لم يرد في سلسلة نسب نهشليّ ولا خثعميّ [٢]
من بني صائد ، وصائد بطن من همدان ، والذي
[١] راجع مقتل أبي
مخنف الأزدي ص ١٤٧ ، وفي تذكرة ابن الجوزي أنّ زوجة زهير قالت لغلام له :
اذهب فكفّن مولاك ، فذهب فرأى الحسين مجرّداً ، فقال : أُكفّن مولاي وأدع
الحسين ،
لا والله ، فكفّنه ثمّ كفّن مولاه في كفن آخر. (سبط ابن الجوزي ، تذكرة
الخواصّ ، ص ٣٢٠).
[٢] ذكر نسبه في
إبصار العين على النحو التالي : هو زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبدالله بن