ذكر أرباب المقاتل أنّه لمّا قتل أصحاب
الحسين عليهالسلام
فلم يبق معه إلّا أهل بيته ، تقدم إليه ولده علي الأكبر فاستأذنه للبراز ثم حمل
على القوم فجعل يرتجز ويقول :
أنا علي بن الحسين بن علي .... الخ
قال الراوي : فجعل يقاتل القوم مقاتلة
الأبطال في تلك المجال ، وناداه رجل من أهل الكوفة : يابن الحسين إنّ لك رحماً
بأمير المؤمنين يزيد ، فإن شئت آمنّاك؟ فقال له علي بن الحسين : ويلك لقرابة رسول
الله أحقّ أن ترعى!!
قال : ولمّا رأى ابن سعد ما رأى من
شجاعته وبسالته دعا طارق بن كثير ـ وكان شجاعاً فارساً مناعاً ـ فقال له : أنت
الذي تأكل نعمة الأمير وتأخذ منه العطاء ، فاخرج إلى هذا الغلام ، وثنّى برأسه
فقال له : يابن سعد أنت تأخذ ملك الري وأنا أخرج إليه؟! بل الواجب عليك أن تبارزه
أنت أو أن تضمن لي عند الأمير إمارة الموصل. قال : فضمن له ذلك فخرج طارق إلى
مبارزة علي بن الحسين ، وتراجع الناس فحمل عليه علي الأكبر فضربه ضربة منكرة فرقع
صريعاً يخور بدمه ، فلمّا رآه أخوه وقد صرعه علي الأكبر وعطف عليه بضربة فوقعت على
عينيه فخر صريعاً.