responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمرات الأعواد المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 155

وما تريد منه؟ قال : أريد أن أعلمه بقتل ابن عمّه مسلم بن عقيل ، فصاحت البنت : واأبتاه وامسلماه ... ثم وقعت مغماً عليها ، أقبل إليه الحسين وأقبلت بنو هاشم وقالوا للرجل : ما صنعت بها؟ قال : والله ما قلت له شيء إلّا أنّي قلت له إرشديني على خيمة الحسين ، فقالت : وما تريد منه؟ فقلت لها : أريد أن اعلمه بقتل ابن عمّه مسلم بن عقيل ، فقالوا : يا هذا إنّها إبنة مسلم.

قال الراوي : وأخذها الحسين إلى الخيمة فأجلسها في حجره فجعل يمسح على رأسها وناصيتها فقالت له : عم استشهد والدي مسلم؟ فقال لها : بنية أنا أبوك وبناتي إخوتك :

مسح الحسين برأسها فاستشعرت

باليتم وهي علامة تكفيها

لم يبكها بعدم الوثوق بعمّها

كلا ولا الوجد المبّرح فيها

لكنّها تبكي مخافة أنها

تمسي يتيمة عمّها وأبيها

أقول : ولا تسمّى هذه الطفلة يتيمة وإن كان اليتم للأب لكن بوجود عمّها الحسين لا تعد يتيمة ، لأنّ الحسين عليه‌السلام ما نزل إلّا ودعاها وأجلسها في حجره يلاطفها ويسلّيها ، فهي عزيزة مكرّمة بوجود عمّها الحسين عليه‌السلام ، وعمومتها من بني عقيل وبني هاشم واخوتها ، بل اليتيمة سكينة لأنّها بعد قتل أبيها الحسين عليه‌السلام لم تجد أحداً يسلّيها ، بل كان يقرعها شمر برمحه ويضربها زجر بسوطه وهي القائلة «كلّما دمعت من أحدنا عين أو بكت منّا طفلة قرعوا راسها بالرمح».

يقنّعها بالسوط شمر وإن شكت

يؤنّبها زجر ويوسعها زجراً

تسوّد من ضرب السّياط متونها

ووجوهها بلظى الهواجر تصطلي

فإن يبكي اليتيم أباه شجواً

مسحن سياطهم رأس اليتيم [١]


[١] نعم سكينة بنت الحسين عليه‌السلام كانت تضرب بكعب الرمح إذا دمعت لها عين.

اسم الکتاب : ثمرات الأعواد المؤلف : الهاشمي الخطيب، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست