حدثاً؟! قال : لا ، فأتوه
إليه جماعة ، وقالوا له : ما الذي يمنعك من لقاء الأمير فإنّه قد ذكرك وقال : لو
أعلم أنّه مريض لعدته ولكن بلغني أنّه يجلس في باب داره ، وأنت تعلم إن الإستبطاء
والجفاء لا يحتمله السلطان ، فإنّا نقسم عليك إلّا ما ركبت معنا.
قال : فدعى هاني بثيابه فلبسها ، ثم دعى
ببغلته فركبها ، وجاء معهم حتى إذا دنا من القصر كأن نفسه أحسّت ببعض الذي كان
فقال لحسّان بن أسماء بن خارجة : يابن أخي إني والله لخائف من هذا الرجل ، فقال له
: اي عم والله ما أتخوّف عليك شيئاً ولِمَ تجعل على نفسك سبيلاً وأنت بريء [١]
؛ فأدخل هاني على ابن زياد فلمّا رآه عبيدالله بن زياد جعل يقول :
أتتك بخائن رجلاه تسعى
يقود النفس منها للهوان
وكان قد عرس عبيدالله بن زياد إذ ذاك
بأم نافع ابنة عمارة بن عقبة المرادي ، فلمّا دنا من ابن زياد وعنذه شريح القاضي
إلتفت إليه وقال :
فقال هاني : وما ذاك يا أمير؟ قال : ايه
هاني ما هذا الأمور التي تربص في دارك ، جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك ، وجمعت
له السلاح والرجال في الدور حولك ، وظننت أنّ ذلك يخفي عليَّ؟ قال : يا أمير ما
فعلت ذاك وليس عندي مسلم. قال : بل عندك ؛ ولمّا كثر الكلام بينهم دعى ابن زياد
معقلاً ، فجاء اللعين والتفت ابن زياد إلى هاني وقال له ، أتعرف هذا؟ قال : نعم ؛
ثم أسقط ما في
[١] يقال إن حسان بن
أسماء بن خارجة كان لا يعلم في أي شيء بعثه ابن زياد ، وكان محمّد ابن الاشعث من
جملة من كان معه.