المغسل مماثلا، بل قیل: إنّه أفضل {9}. و لکنّ الظاهر- کما قیل- أنّ الأفضل التجرد فی غیر العورة مع المماثلة.
[ (مسألة 2): یجزئ غسل المیت عن الجنابة و الحیض]
(مسألة 2): یجزئ غسل المیت عن الجنابة و الحیض، بمعنی: أنّه لو مات جنبا أو حائضا لا یحتاج إلی غسلهما بل یجب غسل _____________________________ {9}
أما أصل الجواز فلأصالة البراءة عن اشتراط التجرد و أنّ المقصود وصول
الماء إلی الجسد فی کلّ من الغسلات و المفروض تحققه مع الثوب أیضا، کما
یجوز ذلک فی جمیع الأغسال مع فرض وصول الماء إلی البشرة لما یأتی فی جملة
من الأخبار: «إنّ علیّا علیه السّلام غسّل النبیّ صلّی اللّه علیه و آله فی
قمیصه ثلاث غسلات» [1]. و قال الصادق علیه السّلام: «إن استطعت أن یکون علیه قمیص فغسّله (غسّله) من تحته» [2]. و قال أبو الحسن علیه السّلام: «و لا یغسّل إلّا فی قمیص» [3]. و
إنّما البحث فی أنّ المستحب هو الغسل مجردا أو من وراء الثیاب. نسب الثانی
إلی ابن أبی عقیل، و الصدوق و اختاره بعض متأخری المتأخرین لما تقدم من
الأخبار، و نسب إلی المشهور استحباب التجرد فی غیر العورة مع المماثلة،
لأنّه أمکن فی التطهیر، و لأنّ غسل الحیّ مع التجرد، فیکون غسل المیت أیضا
کذلک، و لمرسل یونس: «فإن کان علیه قمیص فأخرج یده من القمیص و اجمع قمیصه
علی عورته» [4]. و فی الخلاف: «یستحب أن یغسّل المیت عریانا مستور
العورة- إلی أن قال- دلیلنا إجماع الفرقة و عملهم أنّه مخیّر بین الأمرین».
و الکلّ قابل للخدشة و لکن الاستحباب مبنی علی المسامحة و یظهر منه و من
المحقق الثانی التخییر، و یمکن الاختلاف بحسب الجهات الخارجیة.
[1] الوسائل باب: 2 من أبواب غسل المیت حدیث: 14. [2] الوسائل باب: 2 من أبواب غسل المیت حدیث: 1. [3] الوسائل باب: 2 من أبواب غسل المیت حدیث: 7. [4] الوسائل باب: 2 من أبواب غسل المیت حدیث: 3.