..... _____________________________ الثانی: ظاهرهم الإجماع علی اعتبار القربة فی غسل المیت، بل الأغسال مطلقا و یقتضیه صحیح ابن مسلم: «غسل المیت مثل غسل الجنب» [1]. فإنّ
إطلاق المماثلة یقتضی اعتبار القربة فی غسل المیت کاعتبارها فی غسل
الجنابة، و کذا ما ورد من: «أنّه لیس من میت یموت إلّا خرجت منه الجنابة،
فلذلک وجب الغسل» [2]. فلا إشکال فی أصل اعتبارها فی الجملة إنّما البحث فی الأمر الآتی و هو: الثالث:
أنّ القربة المعتبرة فیه کالقربة المعتبرة فی الصلاة و الصوم و الحج و
نحوها من العبادات الخاصة أو إنّ قصد نفس حسنها و محبوبیتها الذاتیة من جهة
کونها نظافة خاصة یکفی فی عبادیتها و ترتب الثواب علیها لأنّها حسنة و
مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا [3]. و کذا الکلام
فی الصدقات واجبة کانت أو مندوبة، و السعی فی قضاء حوائج المؤمن و نحو ذلک
مما هو کثیر و داخل تحت إطلاق قوله تعالی فَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجٰاهِدِینَ
بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَی الْقٰاعِدِینَ دَرَجَةً [4]. و قوله تعالی وَ مٰا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِکُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّٰهِ [5]. إلی
غیرها من الآیات و الأخبار الواردة فی سیاق ذلک الظاهرة فی أنّ إتیان ما
هو حسن شرعا نحو تقرّب و موجب لترتب الثواب، و لا وجه للتمسک لاعتبارها
بقوله تعالی وَ مٰا أُمِرُوا إِلّٰا لِیَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِینَ لَهُ
الدِّینَ [6]. و قوله علیه السّلام «إنّما الأعمال بالنیّات» [7]. و قوله علیه السّلام: «إنّما لکلّ امرئ ما نوی» [8] لما تقدم مرارا فی هذا [1] الوسائل باب: 3 من أبواب غسل المیت حدیث: 1. [2] الوسائل باب: 1 من أبواب غسل المیت حدیث 4. [3] سورة الأنعام: 160. [4] سورة النساء: 95. [5] سورة البقرة: 110. [6] سورة البینة: 5. [7] الوسائل باب: 5 من أبواب مقدمة العبادات حدیث: 7. [8] الوسائل باب: 5 من أبواب مقدمة العبادات حدیث: 10.