..... _____________________________ و
أما الأخیر فلیس فی البین الا دعوی الإجماع عن الشیخ علی الطهارة، و صحیح
ابن محبوب الذی تقدم [1]، لکن الصحیح مجمل، و اعتبار ما ادعاه الشیخ من
الإجماع أول الدعوی. و قاعدة کشف اختلاف الآثار عن اختلاف الحقائق مسلمة إن
کان الاختلاف فی جمیع الآثار و تمامها، لا فی الجملة، فیمکن أن یکون
اختلاف کلّ من الخزف و الجص و الآجر مع الأرض، کالاختلاف بین اللحم الطریّ و
المشویّ و لکن لا ریب فی أنّ الشک فی تعدد الموضوع یوجب سقوط الاستصحاب
فالمرجع قاعدة الطهارة. و قد جزم الماتن فی (فصل ما یصح به التیمم) و (مسجد
الجبهة) بعدم جواز التیمم و السجود علیها. و هنا أشکل فی الاستحالة مع
سکوت أعلام المحشّین رحمهم اللّه فی الموضعین. ثمَّ إنّ الشک فی
الاستحالة (تارة): یکون فی أصل الجعل الشرعی، بأن یکون الشک فی أنّ الشارع
جعلها من المطهّرات أم لا؟ و المرجع حینئذ أصالة عدم الجعل. (و أخری): فی
مفهومها بعد العلم بالجعل، و لا وجه فیه للتمسک بالأدلة اللفظیة مطلقا،
لأنّه من التمسک بالعام فی الشبهة المصداقیة. کما لا یجری الاستصحاب لا فی
الحکم، للشک فی موضوعه. و لا فی الموضوع، لأنّ الشک فی بقاء الموضوع، لا فی
موضوعیة الباقی و المرجع حینئذ قاعدة الطهارة. (و ثالثة): فی مجرد بقاء
الموضوع الخارجی کما إذا علم بوقوع الکلب- مثلا- فی المملحة و شک لأجل
الظلمة أو العمی أو نحوهما فی الاستحالة و عدمها، فیجری استصحاب بقاء الکلب
علی ما کان علیه، و معه لا تصل النوبة إلی استصحاب النجاسة، لتقدم الأصل
الموضوعیّ علی الحکمیّ. و هذا القسم هو مراد الماتن من الحکم بعدم الطهارة. فرع:
ظاهر الفقهاء اعتبار عدم وجود الرطوبة المسریة فی مورد الاستحالة. و الا،
تبقی النجاسة بحالها، و إن تحقّقت الاستحالة، لأصالة بقاء الرطوبة علی
النجاسة، و عدم تحقق الاستحالة بالنسبة إلیها، إلا إذا قلنا بالطهارة
التبعیة فی مورد الاستحالة أیضا. [1] راجع ج 1 صفحة: 460.