responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 8

.....
_____________________________
و منها ما یکون مرددا بینهما و لکلّ واحدة من هذه المراتب الثلاث درجات مختلفة أیضا.
ثمَّ إنّ بناء متعارف العقلاء فی رفع القذارات علی رفع العین، و إن بقی الأثر، إلا إذا کان نفس الأثر من حیث هو مستقذرا لدیهم. و قد وردت الأدلّة فی رفع النجاسات الشرعیة علی ما کان شائعا بین متعارف الناس، خصوصا فی الأزمنة القدیمة التی لم تکن وسائل التنظیفات شائعة فیها مثل هذه الأزمنة.
و لذا نسب إلی المشهور، بل ادعی الإجماع علی أنّه یعتبر فی الطهارة زوال العین و الأثر، الکاشف عن بقائها- أی الأجزاء الصغار المتفرّقة- و لا یعتبر زوال الأثر بمعنی الطعم و الرائحة، لأنّ الأثر بهذا المعنی مثل بقاء الحرارة و البرودة فی المحلّ الذی کان فیه النار أو الثلج ثمَّ رفعا و بقی أثرهما الذی لا یدلّ علی بقاء العین، فأدلة التطهیر لا تدل علی أزید من إزالة العین أعمّ من وجودها الجمعی الخارجی، أو وجودها الانبساطی التفرقی الذی یعبّر عنه بالأجزاء الصغار. و أما اللون و الطعم و الرائحة، فلیست من العین حتّی تشملها تلک الأدلّة، و لا دلیل آخر علی وجوب إزالتها، إلا إذا کانا کاشفین عن بقاء العین کما یظهر من بعض أخبار البئر.
بل مقتضی السیرة و إطلاق الأدلة و ظهور الإجماع، و ما ورد فی الاستنجاء من أنّ:
«الریح لا ینظر إلیها» [1].
و ما ورد فی دم الحیض من الأمر بصبغ الحائض: «بمشق حتّی یختلط و یذهب» [2].
و مرسلة الفقیه عن الرضا علیه السلام: «لا شی‌ء علیه من الریح» [3].
و ما روی أنّ خویلة بنت یسار أتت النبی صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم فقالت:
یا رسول اللّٰه إنّه لیس لی إلا ثوب واحد و أنا أحیض فیه فکیف أصنع؟ قال صلّی الهّٰ علیه و آله و سلم: «إذا طهرت فاغسلیه ثمَّ صلّی فیه». فقالت: فإن لم یخرج الدّم؟ فقال صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم: «یکفیک غسل الدم و لا یضرک

[1] الوسائل باب: 25 من أبواب النجاسات حدیث: 2.
[2] الوسائل باب: 25 من أبواب النجاسات حدیث: 1.
[3] الوسائل باب: 25 من أبواب النجاسات حدیث: 6.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست