مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام - السبزواري، السيد عبد الأعلى

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 485

.....
_____________________________
الوضوء، فیعصبها بالخرقة و یتوضأ یمسح علیها إذا توضأ؟ فقال علیه السلام: إن کان یؤذیه الماء فلیمسح علی الخرقة، و إن کان لا یؤذیه الماء فلینزع الخرقة ثمَّ لیغسلها» [1].
و فی موثق عمار [2] عنه علیه السلام أیضا: «فی الرجل ینکسر ساعده، أو موضع من مواضع الوضوء، فلا یقدر أن یحله لحال الجبر إذا جبر کیف یصنع؟
قال علیه السلام: إذا أراد أن یتوضأ فلیضع إناء فیه ماء، و یضع موضع الجبر فی الماء حتّی یصل الماء إلی جلده».
و المتفاهم من مثل هذه الأخبار اعتبار إیصال الماء إلی المحل مع الإمکان و عدم التضرر بأیّ وجه أمکن، و لیس لوضع موضع الجبیرة فی الماء خصوصیة خاصة، فالمناط کله وصول الماء إلی المحل، سواء کان ذلک بنزع الجبیرة إن أمکن أم بتکرار الماء علیها حتّی یصل إلی المحل، أم بالرمس فی الماء و المکث یسیرا، أم غیر ذلک من سائر الطرق المناسبة لسهولة الشریعة المقدسة. و ظاهر الفقهاء رحمهم اللّٰه الاتفاق علی التخییر بین جمیع ذلک أیضا، مع أنّه لا أثر لاتفاقهم بعد کون الحکم من العادیات المتعارفة بین المتشرعة، بل الناس مطلقا، فإنّهم بارتکازاتهم إن خافوا من وصول الماء إلی المحل یتحفظون من وصوله إلیه. و إلا فیهتمون بإیصاله إلیه بما أمکنهم الأیسر فالأیسر، و قد قرر الشارع هذه الطریقة بأخبار الجبیرة، و تقتضیه عمومات نفی الحرج أیضا. هذا بحسب القاعدة، و ما هو المأنوس فی الأذهان. و أما الأخبار فهی أقسام:
الأول: ما تقدم من صحیح الحلبی الذی جعل مناط المسح علی الجبیرة الأذیة، فمع تحققها یمسح علیها، و الا یغسل المحل، و هو من الأخبار المبینة المحکمة، و مثله خبر الأسدی: «إن کان یتخوف علی نفسه، فلیمسح علی جبائره» [3].
الثانی: ما تقدم من موثق ابن عمار [4]، و لا بد من حمله علی ما إذا لم یتضرّر بوصول الماء إلی المحل، جمعا بینه و بین صحیح الحلبی [5].

[1] الوسائل باب: 39 من أبواب الوضوء حدیث: 2.
[2] الوسائل باب: 39 من أبواب الوضوء حدیث: 7.
[3] الوسائل باب: 39 من أبواب الوضوء حدیث: 8.
[4] الوسائل باب: 39 من أبواب الوضوء حدیث: 6.
[5] الوسائل باب: 39 من أبواب الوضوء حدیث: 2.

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 485

صيغة PDF

شهادة

الفهرست