الامتثال
بالنسبة إلیه و یثاب علیه لکن یصح بالنسبة إلی الجمیع، و یکون أداء
بالنسبة إلی ما لم یقصد {42}، و کذا إذا کان للوضوء المستحب غایات عدیدة
{43}. _____________________________ دخل بعد الظهر- مثلا- فی
المسجد الحرام، و أراد إتیان صلاة الظهرین و طواف الفریضة و صلاة الطواف. و
أما أنّه مع قصد امتثال الجمیع یثاب علی الکل، فلوجود المقتضی- و هو قصد
الامتثال بالنسبة إلی الکل- و فقد المانع، و لا فرق فی قصد الجمیع بین
القصد التفصیلی و الإجمالی عرضیا أو طولیا، کما إذا قصد الوضوء لصلاة
الفریضة- مثلا- ثمَّ قصد بالوضوء لصلاة الفریضة إتیان طواف الفریضة و صلاته
أیضا، فیحصل الامتثال بالنسبة إلی الجمیع و یثاب مطلقا، لما دل علی تحقق
الامتثال و الإثابة بإتیان المکلف به، هذا إذا قلنا بأنّ الثواب إنّما
یترتب علی قصد الأمر. و أما لو قلنا بترتبه و لو مع عدم قصده، فتترتب حینئذ
الثوابات المتعددة علی الوضوء الواحد، لفرض تعدد جهاته فی الواقع، و لعلنا
نتعرّض لهذه الجهة فیما یناسبها إن شاء اللّٰه تعالی. {42} أما حصول
الامتثال و الإثابة علی المقصود، فلما تقدم من وجود المقتضی و فقد المانع،
فتشمله الأدلة. و أما الصحة و الأداء بالنسبة إلی الجمیع فلحصول الطهارة
التی هی شرط لصحة الجمیع و أدائه. هذا- بناء علی أنّ الامتثال و الثواب
فی الأوامر الغیریة یدوران مدار قصد نفس الأمر الغیریّ من حیث هو. و أما
بناء علی أنّ امتثالها و ثوابها من شؤون قصد أمر ذی المقدمة، و حین الإتیان
به یثاب علی المقدمة أیضا، لأنّ الأمر المقدمیّ یتبع ذا المقدمة فی تمام
الجهات، فیصح الامتثال و یثاب بالنسبة إلی الجمیع فی هذه الصورة أیضا، و
لیس ذلک من فضل اللّٰه تعالی ببعید، بل هو المرجوّ منه و المأنوس من عاداته
تعالی. {43} لعین ما تقدم فی غایات الوضوء الواجبة، کما یفرض فیها
الإجمال و التفصیل، و الطولیة و العرضیة بنحو ما مرّ فیها بلا فرق بینها
أصلا. فائدة: لا ریب فی تعدد أوامر الغایات عند اجتماعها، واجبة کانت أو