و یجزئ ذو الجهات الثلاث من الحجر، و بثلاثة أجزاء من الخرقة الواحدة {16}. _____________________________ «جرت السنة فی أثر الغائط». و الأخیر یمکن أن یراد به الجنس فیکفی المسمّی، فلا وجه لتقیید المطلقات بها. قلت:
أما النبویان فمنجبران بالعمل. و أما السنة فتطلق علی التشریع النبویّ
أعمّ من الوجوب و غیره، و هذا الإطلاق شائع کثیر. و فی الحدیث: «التشهد
سنة و لا تنقص السنة الفریضة» [1]. کما یطلق علی التشریع الذی ورد فی
الکتاب الکریم الفریضة، و لیس المراد بالسنة فی المقام الندب، بل المراد
الوجوب، للتأکید به، و ملازمة الإمام علیه. و إرادة الجنس من الأخیر ممکنة،
لکن جنس الجمع لا جنس الفرد، فما ذهب إلیه المشهور هو المتعیّن. هذا
إذا حصل النقاء بما دون الثلاثة أو بها. و إن لم یحصل إلا بالأزید، فیجب
قولا واحدا، و یدل علیه أیضا ما مرّ من خبر ابن المغیرة و نحوه. {16}
استدل علی الإجزاء بإطلاق الأدلة [2] و بأنّ المقصود إزالة القذارة و تحصل
تلک بها أیضا، و بأنّها لو انفصلت لأجزأت، و کذا مع الاتصال. و فیه: أنّ
ظاهر الأدلة التحدید بالثلاثة المنفصلة، و هو مقدم علی جمیع ما استدل به
علی الإجزاء. نعم، لو کان الحجر کبیرا و الخرقة وسیعة، فالظاهر الإجزاء، و
قطع به فی المدارک، تمسکا بالإطلاقات بلا مانع، لأنّ المقیّد إن کان مرددا
بین الأقلّ و الأکثر من حیث السعة و الکمیة یؤخذ بدلیل القید بالنسبة إلی
الأقل، و یرجع إلی الإطلاق بالنسبة إلی الأکثر، للشک فی أصل التقیید
بالنسبة إلیه حینئذ. و یمکن أن یجمع بذلک بین الکلمات، فمن قال
بالإجزاء- أی بالنسبة إلی الکثیر- مثل الآجر و المندیل و نحوهما و من قال
بعدمه- أی بالنسبة إلی ما یوجب تکرّر الاستنجاء به تلوث الید و المحلّ و
نحوهما. [1] الوسائل باب: 7 من أبواب التشهد حدیث: 1. [2] تقدم فی صفحة: 192.