responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 11  صفحة : 7

.....
_____________________________
أموال خاصة بشروط مخصوصة، و یناسب ذلک معناه اللغوی أیضا. لأنّها فی اللغة إما بمعنی الطهارة، أو النمو. و إخراج الزکاة یطهّر المال عن الأوساخ و الأقذار المعنویة. کما أنّه یوجب النموّ أی البرکة و حلّیة الاستفادة منه فی وجوه المعیشة. قال الصادق (علیه السلام): «و لو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لکانوا عائشین بخیر» [1]. و قال (علیه السلام) أیضا: «ما من طیر یصاد إلا بترکه التسبیح، و ما من مال یصاب إلا بترک الزکاة» [2]. و تصح نسبة الطهارة إلی فاعل الزکاة، لأنّ إخراجها یطهّر النفس عن رذیلة البخل و الشّح و ینمیها إلی ذروة فضیلة الجود و السخاء، و یمکن إضافتهما إلی المجتمع لأنّها توجب طهارة مجمع الأغنیاء و الفقراء عن التنافر و البغضاء و نموهم فی مجتمع واحد مهتمین بعضهم بشؤون بعض، و هذا من أقوی موجبات التآلف و التناصر فیما بینهم، و لذا ورد فی عقاب تارک الزکاة ما تبهر منه العقول، ففی الصحیح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام:
«ما من ذی مال- إبل أو غنم أو بقر- یمنع زکاة ماله إلا حبسه اللّٰه عزّ و جلّ بقاع قرقر- أی الأرض السهلة المستویة- تطؤه کل ذات ظلف بظلفها، و تنهشه کل ذات ناب بنابها، و ما من ذی مال نخل أو کرم أو زرع یمنع زکاتها إلا طوّقه اللّٰه تعالی ریعة (مرتفع) أرضه إلی سبع أرضین إلی یوم القیامة» [3].
و الجزء الأول من هذا الحدیث یدل علی حشر الحیوانات الذی هو مورد البحث عند الحکماء. و الجزء الثانی یمکن أن یحمل علی أنّ هذا یطوق ثقله هذا المقدار، أو غیره من المحامل الممکنة. أعاذنا اللّٰه و المسلمین من عقوبات تارک الزکاة. ثمَّ إنّه قد أطلق علی الزکاة أنّها أوساخ الناس، و یأتی نقل الحدیث و شرحه فی فصل أوصاف المستحقین للزکاة إن شاء اللّٰه تعالی.

[1] الوسائل باب: 1 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 2.
[2] الوسائل باب: 3 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 20.
[3] الوسائل باب: 3 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 1.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 11  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست