..... _____________________________ أموال
خاصة بشروط مخصوصة، و یناسب ذلک معناه اللغوی أیضا. لأنّها فی اللغة إما
بمعنی الطهارة، أو النمو. و إخراج الزکاة یطهّر المال عن الأوساخ و الأقذار
المعنویة. کما أنّه یوجب النموّ أی البرکة و حلّیة الاستفادة منه فی وجوه
المعیشة. قال الصادق (علیه السلام): «و لو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لکانوا
عائشین بخیر» [1]. و قال (علیه السلام) أیضا: «ما من طیر یصاد إلا بترکه
التسبیح، و ما من مال یصاب إلا بترک الزکاة» [2]. و تصح نسبة الطهارة إلی
فاعل الزکاة، لأنّ إخراجها یطهّر النفس عن رذیلة البخل و الشّح و ینمیها
إلی ذروة فضیلة الجود و السخاء، و یمکن إضافتهما إلی المجتمع لأنّها توجب
طهارة مجمع الأغنیاء و الفقراء عن التنافر و البغضاء و نموهم فی مجتمع واحد
مهتمین بعضهم بشؤون بعض، و هذا من أقوی موجبات التآلف و التناصر فیما
بینهم، و لذا ورد فی عقاب تارک الزکاة ما تبهر منه العقول، ففی الصحیح عن
أبی عبد اللّٰه علیه السلام: «ما من ذی مال- إبل أو غنم أو بقر- یمنع
زکاة ماله إلا حبسه اللّٰه عزّ و جلّ بقاع قرقر- أی الأرض السهلة المستویة-
تطؤه کل ذات ظلف بظلفها، و تنهشه کل ذات ناب بنابها، و ما من ذی مال نخل
أو کرم أو زرع یمنع زکاتها إلا طوّقه اللّٰه تعالی ریعة (مرتفع) أرضه إلی
سبع أرضین إلی یوم القیامة» [3]. و الجزء الأول من هذا الحدیث یدل علی
حشر الحیوانات الذی هو مورد البحث عند الحکماء. و الجزء الثانی یمکن أن
یحمل علی أنّ هذا یطوق ثقله هذا المقدار، أو غیره من المحامل الممکنة.
أعاذنا اللّٰه و المسلمین من عقوبات تارک الزکاة. ثمَّ إنّه قد أطلق علی
الزکاة أنّها أوساخ الناس، و یأتی نقل الحدیث و شرحه فی فصل أوصاف
المستحقین للزکاة إن شاء اللّٰه تعالی. [1] الوسائل باب: 1 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 2. [2] الوسائل باب: 3 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 20. [3] الوسائل باب: 3 من أبواب ما تجب فیه الزکاة حدیث: 1.