اسم الکتاب : الموجز في أصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 21
ثمّ كنّي به عن
فضلة الإنسان ، إلى أن صار حقيقة فيها مع عدم هجر المعنى الأوّل.
نعم ربّما يذكر
أهل اللغة للفظ واحد معاني عديدة ، ولكنّها ربما تكون من قبيل المصاديق المختلفة
لمعنى واحد ، وهذا كثير الوقوع في المعاجم. [١]
وقد اشتمل القرآن
على اللّفظ المشترك ، كالنجم المشترك بين الكوكب والنبات الذي لا ساق له ، قال
سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) (النجم / ١).
وقال سبحانه : (وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (الرحمن / ٦).
هذا كلّه في
المشترك اللفظي.
وأمّا المشترك
المعنوي ، فهو عبارة عن وضع اللّفظ لمعنى جامع يكون له مصاديق مختلفة ، كالشجر
الذي له أنواع كثيرة.
تنبيه
إنّ فهم المعنى
المجازيّ بحاجة إلى قرينة ، كقولك «يرمي» أو «في الحمام» في «رأيت أسدا يرمي أو في
الحمّام» كما أنّ تعيين المعنى المراد من بين المعاني المتعددة للّفظ المشترك
يحتاج إلى قرينة كقولنا : «باكية» أو «جارية» في عين باكية ، أو عين جارية، لكن
قرينة المجاز قرينة صارفة ومعيّنة ، وقرينة اللفظ المشترك قرينة معيّنة فقط ، والأولى
آية المجازية دون الثانية.
[١] ذكر الفيروزآبادي
في كتاب «القاموس المحيط» للقضاء معاني متعددة كالحكم ، الصنع ، الحتم ، البيان ،
الموت ، الإتمام وبلوغ النهاية ، العهد ، الإيصاء ، الأداء مع أنّ الجميع مصاديق
مختلفة لمعنى فارد ، ولذلك أرجعها صاحب المقاييس إلى أصل واحد ، فلاحظ.
اسم الکتاب : الموجز في أصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 21