responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 96

ومجموع ذلك يعرفنا أن التطهير هو أعلى سمات الصدّيقية ، وبما أن الكذب هو من الرجس ، فالصدّيق ـ الذي هو صيغة مبالغة للصدوق ـ يجب أن يبتعد عن الرجس ، بل يجب أن يكون صادقاً أميناً مراعياً للعهود والمواثيق أولاً كي يكون صدّيقاً في المرتبة الثانية. ولذلك يلحظ التأكيد والمبالغة في آية التطهير في قوله تعالى : ( إِنَّمَا ) وقوله تعالى : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ). والتي نزلت في محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وهو يشابه ما جاء في مريم بنت عمران من قوله : ( اصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) [٣] وفي اخرى ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) [٤] فمريم بنت عمران وفاطمة بنت محمّد كانتا المثال الاكمل للتطهير ، فقال سبحانه ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) [٥] وجاء نحو ذلك عن ابي عبد الله عليه‌السلام انه قال : ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها مثلاً ضربة الله لفاطمة وقال : انّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النار.

الرابع : كونه على الحنيفية

بما أن الصدّيقية منزلة ربانية ، فحريّ بالصدّيق أن يكون ممن كان يعبد الله قبل الإسلام ، ولم يسجد لصنم قط ، وكان على الحنفية قبل الإسلام ، أو أن يكون مسلماً من أوّل الأمر إن ولد في الإسلام أي أن لا يكون إسلامه مسبوقاً بشرك أو كفر.

ومن الثابت المعلوم أن الإمام علياً كان هو ذاك الذي لم يسجد لصنم قط ،


[١] آل عمران : ٤٢.

[٢] المؤمنون : ٥٠.

[٣] التحريم : ١٣.

[٤] البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٣٥٨.

اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست