اسم الکتاب : لمحات من المعاد المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 54
في مثل ما تلاحظه من
خطب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام لها في ليلة بدر
، ويوم البصرة وهذا يشهد على حياة الأرواح واحساسها وبقائها ، ففي الحديث :
«روي
عن النبي صلى الله عليه وآله أنه وقف على قليب بدر فقال للمشركين الذين قتلوا
يومئذ وقد ألقوا في القليب : لقد كنتم جيران سوء لرسول الله ، أخرجتموه من منزله
وطردتموه ، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه ، فقد وجدت ما وعدني ربي حقاً.
فقال
له عمر : يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديث.
فقال
له صلى الله عليه وآله : مه يا ابن الخطاب ، فو الله ما أنت بأسمع منهم وما بينهم
وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلا أن أعرض بوجهي هكذا عنهم»[١].
كما روى أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام
بعد واقعة البصرة مرّ على قاضي السوء كعب بن سور الذي أفتى الناس بمحاربة
أميرالمؤمنين ، وعلّق في عنقه مصحفاً وخرج بأهله وولده لحرب أميرالمؤمنين عليه
السلام ، فوقف أميرالمؤمنين عليه وهو ميّت ، فقال :
«أجلسوا
كعب بن سور ، فأجلس فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : يا كعب لقد وجدت ما وعدني
ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً؟ ثم قال : أضجعوا كعباً.
ومر
على طلحة بن عبيدالله فقال : هذا الناكث بيعتي والمنشئ الفتنة في الأمة والمجلب
علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي أجلسوا طلحة بن عبيدالله ، فأجلس فقال له
أميرالمؤمنين عليه السلام : يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك
ربك حقاً؟
ثم
قال : أضجعوا طلحة وسار.
فقال
له بعض من كان معه : يا أميرالمؤنين أتكلم كعباً وطلحة بعد قتلهما؟
فقال
: يا رجل فو الله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله صلى الله عليه
وآله يوم بدر»[٢].