اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 65
ومع هذا فالرّسول
ـ عليهالسلام ـ أشرف وأسنى من أن يمتحن بمثل هذه النّقيصة ، ومع ذلك فما
صحّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبّها ولا شغف بها في كتاب ولا سنّة سوى ما تخيّله [١] الجهلة ، وكلّ ما رووه في ذلك عن الصّحابة فكذب وزور وجهل
بمقتضى الآية ومنصب النّبوّة ، وتخرّص من أهل النّفاق ، وها أبيّن لك ذلك في سياق
الآية إن شاء الله تعالى.
فصل
[معجزة في هذه القصّة وكرامة وشرف وتشريف]
قال الله تعالى : (وَإِذْ
تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ) [الأحزاب : ٣٣ /
٣٧].
ذكر بعض المفسّرين
في أشبه الأقوال أنّ قوله تعالى : (وَإِذْ تَقُولُ) ، تنبيه من الله
تعالى لنبيّه ـ عليهالسلام ـ على وجه العتاب في قوله لزيد : (أَمْسِكْ
عَلَيْكَ زَوْجَكَ) ، وأقول إنّه تنبيه لنبيّه ـ عليهالسلام ـ ليتهيّأ لفهم الخطاب من غير عتاب ، وهو الأظهر والأولى.
وبذا تناصرت
الآيات كقوله تعالى : (إِذِ ابْتَلى
إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) [البقرة : ٢ / ١٢٤]
، وقوله : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ) [البقرة : ٢ / ٣٢]
وفي سور أخر إلى غير ذلك من الآي.
وأما قوله تعالى :
(أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) [الأحزاب : ٣٣ / ٣٧] ، ففي هذا الخبر معجزة للرّسول صلىاللهعليهوسلم وكرامة لزيد ،
لكنّها من أعزّ الكرامات وأشرفها.
فأمّا المعجزة فهي
من باب إخباره ـ عليهالسلام ـ بالغيوب فتقع كما أخبر عنها.
[١] ما تخيّله الجهلة
: من خيالهم المريض. وفي المخطوط بالحاء المهملة (تحيّله) ولها وجه أيضا. ورجّحت
الخاء المعجمة.
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 65