responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 112

فلذا كانت الطّيور أربعة ، والجبال أربعة. والله أعلم.

وأما كون إبراهيم عليه‌السلام على الجبل المتوسّط منها فأشبه شيء بالملك الذي يقف على صخرة بيت المقدس فيدعو الحيوانات فيأتون إليه من الأربع جهات [١] مسرعين كما تقدم.

وأما مجيء النّقطة من الدّم إلى النقطة ، واللّحمة إلى اللّحمة ، والرّيشة إلى الرّيشة ، والعظم إلى العظم ، وهو ينظر إليها ، فأشبه شيء بمجيء الأجزاء يوم البعث من الجهات التي افترقت فيها حتى تجتمع كما كانت أوّل مرّة لا يشذّ منها شيء عن صاحبه. وهو كان مطلوبه عند ما رأى الدّابة تتبدّد أجزاؤها في بطون حيوانات مختلفة ، كما جاء في الخبر ، فاشتاق إلى رؤية كيفيّة الجمع ، فسألها فأجيب فيها.

وأمّا فائدة حبس الرّءوس عنده ومجيء الأجسام بأعيانها فلخمسة أوجه :

أحدها : أنّه لمّا كانت رءوسها عنده وجاء كل جسد إلى رأسه ، وقع له اليقين أنها هي لا غيرها.

الثاني : أنّ في هذه القصّة ردا على من أنكر حشر الأجساد من غلاة الباطنيّة وغيرهم [٢].

الثالث : ردّ على من زعم أن الأرواح تركّب في أجسام أخر غير الّتي كانت مركّبة عليها في الدّنيا ، لكون الأرواح عندهم هي الحيّ النّاطق ؛ والأجسام ظروف متماثلة فلا يبالي بإعادتها.

الرابع : ردّ على من قال من أهل الأهواء المضلّة ؛ إن الحيوانات لا تحي دون الرّءوس ، ولا يجوز ذلك ، فحييت بال رءوس.


[١] أورد المؤلّف الصيغة على الوجه الفصيح أكثر من مرّة.

[٢] سبق كلام المؤلّف في هذه الجزئية فيما تقدّم.

اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست