اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 106
وإذا كانت الثّلاث
الأخر بأمر الله تعالى له فلا حرج فيها لكونه مأمورا بها ، فتخرج له مخرج قول
الملك لداود عليهالسلام(إِنَّ هذا أَخِي) [ص : ٣٨ / ٢٣] ولم يكن أخاه حقيقة. وقوله (لَهُ
تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [ص : ٣٨ / ٢٣] ولم
يكن له نعاج ، إلى آخر ما قاله.
وقول يوسف عليهالسلام لإخوته (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) [يوسف : ١٢ / ٧٠] كما قدّمناه حرفا بحرف.
والأظهر من
الوجهين الأخير منهما ، ودليلنا عليه أن الستّة الألفاظ في التلفّظ بخلاف المعتقد
على سواء.
فذكر الثّلاث
والإعراض عن ذكر الثّلاث الأخر ، مع ورعه عليهالسلام وشدّه مراقبته ، دليل على أنّ الّتي أعرض عن ذكرها كانت
بأمر الله تعالى.
الثالث
: ما جاء في الصّحيح
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال [١] : «لم يكذب إبراهيم عليهالسلام في الإسلام إلاّ ثلاث كذبات ، كلّها ما حل بها عن دين الله
: قوله في الكوكب (هذا رَبِّي) ، وقوله في سارة «هي
أختي» وقوله في الأوثان (بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هذا)».
فقد فسّرها عليهالسلام حين عدّها ثلاثا ، فصارت الثّلاثة : القولات في الكواكب كالواحد في العدد
لكونها متّحدة في المعنى. وانضافت إليها قولته عن سارة ، وقولته عن الأوثان ،
فصارت ثلاثا.
وتكون قولته : (إِنِّي
سَقِيمٌ) حقيقة ، وتكون النّجوم هنا ما ينجم له من
[١] في صحيح مسلم ٤ /
١٨٤٠ ، من حديث أبي هريرة رضياللهعنه
، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم
قال : «لم يكذب إبراهيم النبيّ ـ عليهالسلام
ـ قطّ إلاّ ثلاث كذبات ، اثنتين في ذات الله : قوله : إنّي سقيم ، وقوله :بل فعله
كبيرهم هذا ، وواحدة في شأن سارة ..» وذكر خبر إبراهيم وسارة مع الجبّار.
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير الجزء : 1 صفحة : 106