responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 649

المجلس الثاني والسّتون بعد المئتين

الأخوات اللواتي أصابتهُنَّ سهام الدّهر وفُجعن بإخوتهنّ كثيرات ، لكن أشدّهنَّ أشجاناً ، وأعظمهنَّ أحزاناً أربعة : اثنتان في الشّرك ، واثنتان في الإسلام ، وكلّ منهنّ وقفت على جسد أخيها فرأته صريعاً مضرّجاً بالدّم. فأمّا اللتان في الشّرك ، فإحداهنَّ : ليلى اُخت عمرو بن عبدود العامري ، فإنّها لمّا قُتل أخوها عمرو ، برزت من خدرها وهي صارخةٌ معولةٌ حتّى وقفت على جسده ، فرأته مقطوع الرأس ولم تُسلب منه ثيابُه ولا درعُه ، فتعجَّبت من ذلك وقالت : مَن هو قاتل أخي؟ فقيل لها : هو علي بن أبي طالب (ع). فاستبشرت وقالت : لَعمري ، لهو كفو كريم. والله ، لا أرثي أخي ولا أندبه. ثمّ أنشأت تقول :

لو كانَ قاتلُ عمرٍو غيرَ قاتلِهِ

لكنتُ أبكي عليهِ آخرَ الأبدِ

لكنّ قاتلَهُ مَنْ لا يُعابُ

بهِ قدْ كان يُدعَى أبوهُ بيضةَ البلدِ

منْ هاشمٍ في ذُراهَا وهي صاعدةٌ

إلى السّماءِ تُميتُ النّاسَ بالحسدِ

قومٌ أبى اللهُ إلاّ أنْ يكون لهمْ

كرامةُ الدِّينِ والدُّنيا بلا لدد

وأمّا الثّانية : فهي صفيّة اُخت مرحب ، فإنّه بعد ما قتله أمير المؤمنين (ع) ، أخذها أسيرة وبعث بها إلى النّبيِّ (ص) مع بلال ، فمرّ بها بلال على مصرع أخيها فرأته صريعاً مُلطّخاً بدمه ، ثمّ جاء بها إلى النّبيِّ (ص) وأوقفها بين يديه ، وهي مذعورة وقد ارتعدت فرائصها ، فقال لها النّبي (ص) : «ما بالِك؟». قالت : يا رسول الله ، اعلم أنّ هذا العبد مرّ بي على مصرع قومي ، فاعتراني ما ترى. فلامه النّبيُّ (ص) وأمر بإطلاقها. وأمّا اللتان في الإسلام ، فإحداهنّ صفيّة عمّة النّبي (ص) ، فإنّه لمّا قُتل أخوها حمزة بن عبد المطّلب في وقعة اُحد ، وقفت عليه فرأته صريعاً مُلطّخاً

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 649
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست