اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 638
ضعفاء شيعتنا ، ألا
فمَنْ انتصب لذلك كان أفضل ممّن جاهد ألف ألف مرّة ؛ لأنّه يدفع عن أديان محبِّينا
وذلك يدفع عن أبدانهم». وقال الرضا (ع) : «يُقال للعابد يوم القيامة : نِعم الرجل
كُنت! همّتك ذات نفسك ، وكفيت النّاس مؤنتك ، فادخل الجنة. ويُقال للفقيه : قف
حتّى تشفع لكلِّ مَن أخذ عنك أو تعلّم منك ، ومَن أخذ ممّن أخذ عنك إلى يوم
القيامة». وقال رسول الله (ص) : «العلماءُ ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم
يُورّثوا ديناراً ولا درهماً (لأنّهم يموتون فقراء لزهدهم في الدُّنيا) ، ولكنْ
ورّثوا العلم». وقال (ص) : «النّظر إلى العالِمِ عبادة». وقال أمير المؤمنين (ع) :
«كفى بالعلمِ شرفاً أنْ يدّعيه مَن لا يُحسنه ويفرح به إذا نُسب إليه ، وكفى
بالجهل ذمّاً أنْ يبرأ منه مَن هو فيه». وأيّ عالم أعلم من الإمام أبي عبد الله
الحسين (ع) وارث علوم جدّه وأبيه (صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما) ، ولم ترعَ له
هذه الاُمّة حرمة ولم تعرف له حقّاً ، بل ظلمته وأخّرته عن مقامه ، وقدّمت عليه
يزيد الفجور والخمور ، والقرود والفهود ، وأرادته أنْ يبايع له بإمرة المؤمنين.
ويزيدُ لا مُتهوِّدٌ
فيهمْ ولا مُتبصِّرُ
يُدعَى أميرَ المؤمنينَ
يُطاعُ فيما يأمرُ
وكيف يُبايع سليل بيت الوحي ، وربيب حجر
النّبوّة لسكّير بني اُميّة ، ويعترف لأمير الكافرين والفاسقين بأنّه أمير
المؤمنين؟! إنّ هذا ما لا يجوز ولا يكون ، فأبى عن بيعته وتوجّه نحو الكوفة ، فأسلمه
أهلها إلى عدوّه بعد ما بايعه منهم عشرات الاُلوف ، فقُتل شهيداً ظامياً ، غريباً
وحيداً ، وقُتلت أنصاره وأهل بيته ، وذُبحت أطفاله وسُبيت عياله.
خطبٌ تصاغرَ عندَهُ
كلُّ الخُطوبِ ويكبَرُ
لو كانَ أحمدُ حاضراً
لَشجاهُ ذاكَ المحضرُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 638