responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 639

المجلس السابع والخمسون بعد المئتين

من الأخلاق النّبيلة المحمودة عند العقل وفي الشّرع الصّبر وقد مُدح في القرآن الكريم في نيف وسبعين موضعاً ، وأضاف الله تعالى أكثر الدرجات والخيرات إلى الصّبر وجعلها ثمرة له ، فقال عزّ مَن قائل :(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ اُولئك يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) وما من قربة إلاّ وأجرها بتقدير وحساب إلاّ الصّبر ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ووعد الله الصّابرين بأنّه معهم) فقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وعلّق النّصرة على الصّبر ، فقال : (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ) وجمع الله تعالى للصابرين بين اُمور لم يجمعها لغيرهم ، فقال : (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * اُولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَاُولئك هُمْ الْمُهْتَدُونَ). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الواردة في مدح الصّبر. وقال رسول الله (ص) : «الصّبر نصف الإيمان». وسُئل النّبيُّ (ص) عن الإيمان ، فقال : «الصّبر والسّماحة». وهذا معنى كونه نصف الإيمان. وقال (ص) : «الصّبر كنز من كنوز الجنّة». وأوحى الله تعالى إلى داود (ع) : «تخلّق بأخلاقي أنا الصّبور». وإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين (ع) من خير مَن تجلّى بالصّبر ، ولمّا لقيه أبو هرّة الأزدي وقال له : يابن رسول الله ، ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدِّك محمَّد (ص)؟ قال له الحسين (ع) : «ويحك يا أبا هرّة! إنّ بني اُميّة أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت. وأيمُ الله ، لتقتلني الفئة الباغية ، وليلبسنّهم الله ذلاّ ً شاملاً وسيفاً قاطعاً». وأعظم من هذا صبره يوم عاشوراء على قتال ثلاثين ألفاً بفئة قليلة ، وعدم خنوعه للذلِّ والضّيم ، وصبره على ضرب السّيوف وطعن الرماح ، ورمي السّهام حتّى قُتل عطشان ظامياً ، غريباً وحيداً.

وباسمِ الثَّغرِ والأبطالُ عابسةٌ

كأنَّ جدَّ المنايا عندهُ لَعبُ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 639
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست