responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 624

المجلس الحادي والخمسون بعد المئتين

في مروج الذهب للمسعودي ، قال : سُعي إلى المتوكّل بعليِّ بن محمَّد الجواد عليهما‌السلام : إنّ في منزله كُتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم ، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة. فبعث إليه جماعة من الأتراك ، فهجموا على داره ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً ، ووجدوه في بيت مُغلق عليه وعليه مدرعة من صوف ، وهو جالس على الرَّمل والحصى ، وهو متوجهٌ إلى الله يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد. فحُمل على حاله تلك إلى المتوكّل ، وقالوا للمتوكّل : لم نجد في بيته شيئاً ، ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة. وكان المتوكّل جالساً في مجلس الشّراب ، فاُدخل عليه والكأس في يد المتوكّل ، فلمّا رآه هابه وأعظمه ، وأجلسه إلى جانبه ، وقال له : أنشدني شعراً. فقال (ع) : «إنّي قليلُ الرّواية للشعر». فقال : لا بُدَّ من ذلك. فأنشده (ع) يقول :

باتُوا على قُلَلِ الأجبالِ تحرسُهُمْ

غُلبُ الرِّجالِ فما أغنتهُمُ القُلَلُ

واستَنْزَلوا بعد عزٍّ منْ معاقلِهمْ

واُسكنوا حُفراً يا بئسَ ما نَزلوا

ناداهُمُ صارخٌ منْ بعدِ دَفنِهمُ

أينَ الأسرَّةُ والتِّيجانُ والحُلَلُ

أينَ الوجوهُ الّتي كانتْ مُنعَّمةً

منْ دونِها تُضرب الأستارُ والكلَلُ

فأفصحَ القبرُ عنهُمْ حينَ ساءَلهُمْ

تلكَ الوجوهُ عليها الدُّودُ يقتتلُ

قدْ طالَما أكلُوا دهراً وما شَربوا

فأصبحوا بعدَ طُولِ الأكلِ قدْ اُكلُوا

قال : فبكى المتوكّل حتّى بلّت دموعه لحيته ، وبكى الحاضرون ، وأمر برفع الشّراب ثمّ ردّه إلى منزله مُكرَّماً. هذا إمام قد اُدخل إلى مجلس الشّراب ، وهو علي الهادي (ع) ، واُدخل إمام آخر إلى مجلس الشّراب ، وهو جدُّه علي بن الحسين زين العابدين (ع) ، ولكن شتّان ما بين الدّخولين ؛ أمّا علي الهادي (ع) فاُدخل على المتوكّل وحده ولم

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 624
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست