اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 611
خراساني بماء فسقاه.
الله أكبر! أما كان يوجد يوم كربلاء رجل مثل عبد الله بن الحسن فيُنادي : يا معشر
المسلمين ، مَن يسقي إمامه وابنَ بنت نبيه ، وابن رسول الله الماء؟! وما كان يوجد
رجل مثل هذا الخراساني فتأخذه الغيرة من أبي عبد الله الحسين (ع) ، فيأتي له
بالماء؟! بلى والله ، لقد كثر طلب الماء يوم عاشوراء من أهل الكوفة للحسين (ع) وعياله
وأطفاله ، فما رقّت قلوبهم. فممّن طلبه منهم برير بن خضير الهمداني ، فقالوا له : قد
أكثرت الكلام يا برير ، فوالله ، ليعطش الحسين كما عطش مَن كان قبله. وقد طلب منهم
الحسين (ع) الماء مراراً عديدة ، وهم يقولون : والله ، لا تذوق الماء حتّى تذوق
الموت عطشاً. وآخر مرّة طلب فيها الماء وهو يجود بنفسه ، فقال له قائل : والله ، لا
تذوق الماء حتّى ترد الحامية فتشرب من حميمها. فقال له : «أنا أرد الحامية فأشرب
من حميمها؟! لا والله ، بل أردُ على جدِّي رسول الله (ص) ، وأسكن معه في داره في
مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر ، وأشرب من ماء غيرِ آسن ، وأشكو إليه ما ارتكبتُم
منّي وفعلتم بي».
فعزَّ أنْ تتلظَّى بينَهُمْ عَطشاً
والماءُ يصدرُ عنهُ الوحشُ ريَّانا
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 611