اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 596
سيّدنا ، وما أسأت.
فيقول (ع) لهم : قولوا : اللهمّ ، اعفُ عن علي بن الحسين كما عفا عنّا ، فأعتقه من
النّار كما أعتق رقابنا من الرّق. فيقولون ذلك ، فيقول (ع) : اللهمّ ، آمينَ رب
العالمين ، اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقتُ رقابكم ؛ رجاء للعفو عنّي وعتقِ رقبتي.
فيعتقهم ، فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتُغنيهم عمّا في أيدي النّاس».
أمثل هذا الإمام الذي هذه صفاته ، وهذا
ورعه وكرمه وخوفه وهو لم يهم بمعصية ، وكان سيّد أهل زمانه في علمه وفضله ، وعبادته
وزهده ، يُحمل أسيراً مع عمّاته وأخواته ، ومَن تخلف من أهل بيته إلى الدّعي ابن
الدّعي ، عبيد الله بن زياد وابن مرجانة بالكوفة ، ويُحمل مغلولاً بغلٍّ من الكوفة
إلى يزيد بن معاوية بالشّام ، ومعه عمّاته وأخواته ، حتّى اُدخل على يزيد مع
عمّاته وأخواته وأهل بيته وهم مُقرَّنون في الحبال ، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على
تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع) : «أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله
(ص) ، لو رآنا على هذه الصّفة؟!». فلمْ يبقَ في القوم أحد إلاّ وبكى ، فأمر يزيد
بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغُلّ عن زين العابدين (ع)
لَيسَ هَذا لِرَسولِ اللَهِ يا
اُمَّةَ الطُغيانِ وَالبَغيِ جَزا
جَزَروا جَزرَ الأَضاحي نَسلَهُ
ثُمَّ ساقوا أَهلَهُ سَوقَ الإِما
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 596