اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 595
المجلس الثّامن والثّلاثون
بعد المئتين
روي عن الصّادق (ع) أنّه قال : «كان علي
بن الحسين عليهماالسلام
إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً له ولا أمة ، وكان إذا أذنبَ العبدُ والأمةُ يكتب
عنده : أذنبَ فلان ، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا ، ولا يعاقبه حتّى إذا كان آخر ليلة
من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ، ثمّ أظهر الكتاب ، ثمّ قال : يا فلان ، فعلت كذا
وكذا ولم اُؤدّبك ، أتذكر ذلك؟ فيقول : بلى يابن رسول الله. حتّى يأتي على آخرهم
ويُقررهم جميعاً ، ثمّ يقوم وسطهم ، ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم وقولوا : يا علي
بن الحسين ، إنّ ربك قد أحصى عليك كلَّما عملتَ كما أحصيتَ علينا كلّما عملنا ، ولديه
كتابٌ ينطق عليك بالحقِّ لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرة ممّا أتيت إلاّ أحصاها ، كما
لديك كتاب ينطق بالحقِّ علينا ، لا يُغادر صغيرة ولا كبيرة ممّا أتيناها إلاّ
أحصاها ، وتجد كلَّما عملت لديه حاضراً كما وجدنا كلّما عملنا لديك حاضراً. فاذكر
يا علي بن الحسين ، ذلَّ مقامِك بين يدي ربّك الحكم العدل ، الذي لا يظلمُ مثقالَ
حبّةٍ من خردل ويأتي بها يوم القيامة ، وكفى بالله حسيباً وشهيداً. فاعفُ واصفح ، يعفُ
عنك المليكُ ويصفح ؛ فإنّه يقول : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ
أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) وهو يُنادي بذلك على نفسه ويُلقِّنهم وهم ينادون
معه ، وهو واقف بينهم يبكي وينوح ، ويقول : ربِّ ، إنّك أمرتنا أنْ نعفو عمّن
ظَلَمنا ، وقد ظلمنا أنفسَنا ، فنحن قد عفونا عمّن ظلَمنا كما أمرتَ ، فاعفُ عنّا
فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين. وأمرتنا أنْ لا نردَّ سائلاً عن أبوابنا ، وقد
أتيناك سؤآلاً ومساكين ، وقد أنخْنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك ، فامنُنْ
بذلك علينا ولا تُخيّبنا ؛ فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين. إلهي ، كرمتَ
فأكرمني إذ كنتُ من سؤآلك ، وجدتَ بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم. ثمّ يُقبل
عليهم ، ويقول : قد عفوت عنكم ، فهل عفوتم عنّي ما كان منّي إليكم من سوء مَلكة ؛
فإنّي مليكُ سوءٍ ، لئيمٌ ظالمٌ ، مملوكٌ لملك كريمٍ ، جوادٍ عادلٍ ، مُحسنٍ
مُتفضّل؟ فيقولون : قد عفونا عنك يا
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 595