responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 591

المجلس السادس والثّلاثون بعد المئتين

عن عبد الله بن المُبارك قال : حججت في بعض السّنين ، فبينما أنا أسير في عرض الحاجّ ، إذا أنا بشاب وسيم الوجه يسير ناحية عن الحاجّ بلا زاد ولا راحلة ، فتقدمتُ إليه وسلمت عليه ، فردَّ عليَّ السّلام ، فقلتُ : مع مَن قطعت البر؟ قال : «مع الباري». فعظم في عيني ، فقلتُ له : أين زادك وراحلتك؟ قال : «زادي تقواي ، وراحلتي رجلاي ، وقصدي مولاي». فكبر في نفسي ، فقلتُ له : ممّن تكون أيّها الشّاب؟ قال : «هاشمي». قلتُ : أفصح؟ قال : «طالبي». قلتُ : أوضح؟ قال : «فاطمي». قلتُ له : يا سيّدي ، هل قلتَ شيئاً من الشّعر؟ قال : «نعم». قلتُ : أنشدني من شعرك. فأنشأ يقول :

نحنُ على الحوضِ ذوَّادُهُ

وتُسقَى بنا منهُ ورّادُهُ

وما فازَ مَنْ فاز إلاّ بنا

وما خاب مَن حُبُّنا زادُه

ومَنْ سرَّنا نالَ منّا لسّرورَ

ومَنْ ساءَنا ساءَ ميلادُهُ

ومَنْ كانَ غاصبُنا حقّنا

فيومُ القيامةِ ميعادُهُ

ثمّ غاب عن عيني ، فلم أره حتّى أتيت مكّة المكرمة وقضيت الحجّ وأتيت الأبطح ، فإذا أنا بحلقة مستديرة ، فاطّلعت لأنظر مَن فيها ، فإذا أنا بصاحبي الشّاب الهاشمي ، فسمعته يقول :

نحنُ بنُو المُصطفَى ذوُو غُصصٍ

يجرعُها في الأنامِ كاظمُنا

عظيمةٌ في الأنامِ مِحنتُنا

أوّلُنا مُبْتلىً وآخرُنا

يفرحُ هذا الورَى بعيدِهم

ونحنُ أعيادُنا مآتِمُنا

والنّاسُ بالأمنِ والسُّرورِ ولا

يأمنُ طولَ الزَّمانِ خائفُنا

يحكمُ فينا والحُكمُ فيه لنَا

جاحدُنا حقَّنا وغاصبُنا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 591
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست