اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 587
خبيث الجواب. فألحّ
عليه ، فأذن له ـ وكان عبد الله ضعيف العقل ـ فأقبل على الحضين ، فقال : أمنَ
الباب دخلت يا أبا ساسان؟ (وهي كُنية الحضين) قال : أجل ، أسنَّ عمّك عن تسوّر
الحيطان (وكان عبد الله تسوّر حائطاً إلى امرأة). قال : أرأيت هذه القدور؟ قال : هي
أعظم من أنْ تُرى. قال : ما أحسب بكر بن وائل (وهو جدّ قبيلة الحضين) رأى مثلها؟
قال : أجل ، ولا عيلان (وهو جدّ قبيلة عبد الله) ، ولو رآها لسُمّي شبعان ولم
يُسمّ عيلان. قال عبد الله : أتعرف الذي يقول :
كأنَ فقاحَ الأزدِ حولَ ابنِ مسْمعٍ
إذا عُرفتْ أفواهُ بكرِ بنِ وائلِ؟
قال : نعم أعرفه ، وأعرف الذي يقول :
قومٌ قتيبةُ اُمُّهمْ وأبوهُمُ
لولا قتيبةُ أصبحُوا في مجهلِ
قال : أمّا الشّعر فأراك ترويه ، فهل
تقرأ من القرآن شيئاً؟ قال : أقرأ منه الأكثر الأطيب : (هَلْ أَتَى
عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) (يشير إلى خمولهم قِبل قتيبة) ، فغضب
عبد الله ، وقال : والله ، لقد بلغني أنّ امرأة الحضين حُملت إليه وهي حامل من
غيره. قال : فما تحرّك الشّيخ عن هيئته الاُولى ، ثمّ قال على رسله : وما يكون تلد
غلاماً على فراشي ، فيُقال فلان بن الحضين كما يُقال عبد الله بن مسلم. فأقبل
قتيبة على أخيه عبد الله ، وقال : لا يبعد الله غيرك. وكانت باهلة من أخسِّ قبائل
العرب وأوضعها نسباً ، وكانت العرب تُعيِّر مَن ينتسب إلى باهلة ، ولهم في ذلك
أشعار كثيرة ، قال بعضهم :
إِذا باهِلِيٌّ تَحتَهُ حَنظَلِيَّةٌ
لَهُ وَلَدٌ مِنها فَذاكَ المُذَرَّعُ
والمُذرّع : الذي اُمّه أشرف من أبيه. وقال
الآخر :
وما ينفعُ الأصلُ منْ هاشمٍ
إذا كانتْ النّفسُ منْ باهلهْ
وقال الآخر :
ولو قيلَ للكلبِ يا باهليْ
عوى الكلبُ منْ لؤمِ هذا النَّسبِ
وروي : أنّ الأشعث بن قيس قال للنّبيِّ (ص)
: أتتكافأ دماؤنا؟ قال : «نعم ، ولو
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 587