responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 586

المجلس الرابع والثّلاثون بعد المئتين

كان الحضين [١] بن المنذر الرّقاشي من ربيعة البصرة ، وكان مع علي أمير المؤمنين (ع) بصفّين ، ولمّا نافس شقيق بن ثور خالد بن معمر السّدوسي على راية ربيعة ـ وكانت مع خالد ـ ، اصطلحا على أنْ يولّياها الحضين ـ وكان يومئذ شاباً حدث السّن ـ ، فأقبل وهو غلام يزحف بها وكانت حمراء ، فأعجب علياً (ع) زحفه وثباته ، فقال :

لمَنْ رايةٌ حمراءُ يخْفقُ ظلُّها

إذا قِيل قدِّمهَا حُضينُ تَقدَّما

ويدنُو بها في الصَّفِّ حتّى يَديرها

حِمامُ المنايا تَقطُر الموتَ والدَّما

تراهُ إذا مَا كان يومُ عظيمةٍ

أبَى فيهِ إلاّ عِزَّةً وتكرُّما

جزى الله عني والجزاء بفضله

ربيعة خيراً ما أعف وأكرما

وأحزمَ صبْراً حِينَ تُدعَى إلى الوغَى

إذا كانَ أصواتُ الكُماةِ تغمْغُما

وكفى الحضين فخراً مدح علي (ع) له بهذا الشّعر ، وكفى قبيلة ربيعة فخراً مدح علي (ع) لها بما سمعت. وروي عن الحضين أنّه قال : أعطاني علي (ع) راية ربيعة ، وقال : «بسم الله سر يا حُضين ، واعلم أنّه لا يخفق على رأسك راية مثلها أبداً ؛ هذه راية رسول الله (ص)». وذكر المُبرّد في الكامل : إنّه لمّا فتح قتيبة بن مسلم سمرقند ، أفضى إلى أثاثٍ وآلات لم يُرَ مثلها ، فأراد أنْ يُري النّاس عظيم ما أنعم به الله عليه ، فأمر بدار ففُرشت ، وفي صحنها قدور يُرتقى إليها بالسّلالم ، فإذا بالحضين بن المنذر الرّقاشي قد أقبل ـ وهو شيخ كبير ـ والنّاس جلوس على مراتبهم ، فلمّا رآه عبد الله بن مسلم ـ أخو قتيبة ـ قال لقتيبة : ائذن لي في معاتبته. قال له : لا تفعل ؛ لأنّه


[١] بالضاد المعجمة ، وليس للعرب حُضين بالمعجمة غيره. ـ المؤلّف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست