responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 579

وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ

إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ

وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّهُ

هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُ

وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ

تَرَدّى ثِيابَ المَوتِ حُمراً فَما أَتى

لَها اللَيلُ إِلاّ وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ

وحقيق بمَن كان كذلك أنْ تُقام له الذّكرى في كلِّ عام ، وتبكي له العيون دماً بدل الدّموع ؛ وأيُّ رجُل في الكون قام بما قام به الحسين (ع)؟! الحسين قدّم نفسه للقتل ، وقدّم أبناءه حتّى ولده الرّضيع وإخوته ، وأبناء أخيه وأبناء عمّه للقتل ، وأمواله للنّهب وعياله للأسر ؛ ليفدي دين جدّه بنفسه وبهم ، ويستنقذه من أنْ يقضي عليه يزيد ، المُجاهر بالكفر والفجور وشرب الخمور ، والقائل :

ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدوا

جزعَ الخزْرجِ منْ وقعِ الأسلْ

لأهلُّوا واستهلُّوا فَرحاً

ثُمَّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ

لعبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا

خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل

الحسين مُعظَّم حتّى عند الخوارج أعداء أبيه وأخيه ، فهم يُقيمون له مراسم الذّكرى والحزن يوم عاشوراء في كلّ عام. وليس أعجب ممّن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور ، واكتحال وتوسعة على العيال ؛ لأخبارٍ اُفتريت في زمن المُلك العضوض اعترف بكذبها النّقاد ، وسُنّةٍ سنّها الحجّاج بن يوسف عدوُّ الله وعدوُّ رسوله. وأيُّ مُسلم تُطاوعه نفسه أو يُساعده قلبه على إظهار الفرح في يومٍ قُتل ابن بنت نبيه وريحانته ، وابن وصيه؟! وبماذا يواجه رسول الله (ص) ، وبماذا يعتذر إليه؟ وهو مع ذلك يدّعي محبّة الرّسول (ص) ، ومن شروط المحبّة الفرح لفرح المحبوب ، والحزن لحزنه. ولو أنصف باقي المسلمين ما عادَوا طريقة الشّيعة في إقامة الذّكرى للحسين (ع) كلّ عام ، وإقامة مراسم الحزن يوم عاشوراء ، فهل كان الحسين (ع) دون امرأةٍ يُقيم لها الفرنسيون الذكرى كلّ عام؟ وهل عمِلتْ لاُمّتها ما عمله الحسين (ع) لاُمّته أو دونه؟ الحسين (ع) سنّ للناس درساً نافعاً ، ونهج لهم سبيلاً مهيعاً في تعلّم الإباء والشّمم ، وطلبِ الحُرّية والاستقلال ، ومقاومة الظّلم ومعاندة الجور ، وطلب العزّ ونبذ الذّل ، وعدم المبالاة بالموت في سبيل نيل الغايات السّامية والمقاصد الغالية ، وأبان فضائح المنافقين ، ونبّه الأفكار إلى التّحلي بمحاسن الصّفات ، وسلوك طريق الاُباة والاقتداء بهم ، وعدم الخنوع للظلم والجور والاستعباد. وبكى زين العابدين (ع) على

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست