responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 392

أعدى الأعداء ، وكثيراً ما كان الأمير يحلم عن المرأة وإنْ سبّته وشتمته ، ويرى من العار أنْ يضربها أو يشتمها ، حتّى آل الأمر إلى ابن مرجانة وابن هند ، فإنّه ما كفاهما حمل بنات رسول الله (ص) سبايا على أقتاب المطايا من بلد إلى بلد ، كما تُحمل سبايا الروم ، حتّى قابلوهنّ من الشتم والجفاء والغلظة ، بما تقشعرّ منه الجلود ، وتنفطر له القلوب. أمّا عبيد الله بن زياد ، فإنّه لمّا اُدخلت عليه سبايا آل الرسول (ص) ، قال لزينب بنت علي عليهما‌السلام ـ في جملة ما قال ـ : الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم وأكذب اُحدوثتكم. فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد (ص) ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا. فقال : كيف رأيت فعل الله بأخيك ، وأهل بيتك؟ قالت : ما رأيت إلاّ جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتُخاصم ، فانظر لمَن الفلج ، هبلتك اُمّك يابن مرجانة! فاستشاط غضباً ، وكأنّه همّ بضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المَرَدة من أهل بيتك. فرقّتْ زينب وبكتْ ، وقالت له : لَعمري ، لقد قتلتَ كهلي وأبرزت أهلي ، وقطعت فرعي واجتثثت أصلي ، فإنْ كان هذا شفاؤك ، فقد اشتفيت. وأمّا يزيد ، فإنّه لمّا اُدخلت عليه نساء الحسين (ع) ، التفت إلى سكينة بنت الحسين (ع) ، وقال لها : كيف رأيتِ صُنع الله بكم؟ قالت : أقصر عن كلامك يابن الطليق ، حرمُك وجوارك خلف السّتور ، وبنات رسول الله سبايا!

فقُلْ لسرايا شَيبةِ الحَمدِ ما لكمْ

قعدتُمْ وقدْ ساروا بنسوتِكُمْ أسرَى

وأعظمُ ما يُشجي الغيورَ دخولُها

إلى مجلسٍ ما بارحَ اللهوَ والخمْرا

يُقارضُها فيهِ يزيدُ مَسبَّةً

ويصرف عنها وجهه معرضاً كبرا

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست