responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 391

المجلس الرابع والستّون بعد المئة

في العقد الفريد : عن الشعبي ، قال : استأذنت بكارة الهلاليّة على معاوية ابن أبي سفيان ، فأذن لها ، وهو يومئذ بالمدينة ، فدخلت عليه ، وكانت امرأة قد أسنّت ، وغشي بصرها وضعفت قوّتها ، ترعش بين خادمين لها ، فسلّمت وجلست ، فردّ عليها معاوية السّلام ، وقال : كيف أنت يا خالة؟ فقالت : بخير. قال : غيّرك الدهر. قالت : كذلك هو ذو غِيَر ، مَن عاش كبُر ، ومَن مات فُقد. قال عمرو بن العاص : هي والله ، القائلة :

يا زيدُ دونَكَ فاحتفِرْ منْ دارِنا

سيْفاً حُساماً في التُّرابِ دَفينا

قدْ كُنتُ أذخرُهُ ليومِ كريهةٍ

فاليومَ أبرزَهُ الزَّمانُ مَصُونا

قال مروان : وهي والله ، القائلة :

أترَى ابن هندٍ للخلافةِ مالكاً

هيهاتَ ذاك وإنْ أرادَ بعيدُ

منَّتكَ نفسُكَ في الخلاءِ ضلالةً

أغراكَ عمرٌو للشقا وسَعيدُ

قال سعيد بن العاص : هي والله ، القائلة :

قدْ كنتُ أطمعُ أنْ أموتَ ولا أرَى

فوقَ المَنابرِ من اُميّةَ خاطِبا

فالله ُ أخّرَ مُدّتي فتطاوَلَتْ حتّى

رأيتُ منَ الزمانِ عجائِبا

في كلِّ يومٍ لا يزالُ خطيبُهُمْ

بين الجميعِ لآلِ أحمدَ عائِبا

ثمّ سكتوا ، فقالت : يا معاوية ، أنا والله ، قائلة ما قالوا ، وما خفي عليك منّي أكثر. فضحك ، وقال : ليس يمنعنا ذلك من برّك ، اذكري حاجتك. قالت : أمّا الآن ، فلا. هكذا يكون الإباء وعزّة النّفس ، هذه بكارة الهلاليّة ، بعد أنْ أجابت معاوية بما أجابته ، لم تقبل منه برّاً ولا عطاءً ؛ أنفة منها وحمية ؛ لأنّها علمت أنّه أراد بذلك اسكاتها ، ومع ذلك فقد أظهر الحلم عنها ، كما هي عادة الاُمراء في الإحسان إلى النّساء ولو كانت المرأة من

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست