responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 383

إلى يزيد بن معاوية ، وجهّز عبيد الله بن زياد الجيوش بأمره لقتال الحسين (ع) ، وقُتلت أنصار الحسين (ع) وأهل بيته ، وبقي وحيداً فريداً ، فتقدّم إلى باب الخيمة ، وقال لزينب : «ناوليني ولدي الرضيع حتّى اُودعه». فاُتي بابنه عبد الله ، فأخذه وأجلسه في حجره ، وأومأ إليه ليقبّله ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه ، فقال (ع) لزينب : «خُذيه». ثمّ تلّقى الدم بكفّيه ، فلمّا امتلأتا ، رمى بالدم نحو السّماء ، ثمّ قال : «هوّن عليّ ما نزل به ، أنّه بعين الله». وفي رواية : أنّه قال : «اللهمّ ، لا يكون أهون عليك من فصيل ...». قال الإمام الباقر (ع) : «فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض». وفي رواية : أنّه صبّه في الأرض ، ثمّ قال : «يا ربّ ، إنْ كنتَ حسبتَ عنّا النَّصر من السّماء ، فاجعل ذلك لما هو خير منه ، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين». ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته. وفي رواية : أنّه حفر له بجفن سيفه ، ورمّله بدمه فدفنه.

صبيٌ وهو بينَ يَدَي أبيهِ

اُصيبَ فأيُّ ذنبٍ للصبيِّ

ومن الأطفال الذين قتلهم أتباع بني اُميّة يوم طفّ كربلاء ؛ بغياً وعتوّاً وجرأة على الله ورسوله ، غلام خرج من خباء من أخبية الحسين (ع) ، فأخذ بعود من عيدان الخباء وهو مذعور ، فجعل يلتفت يميناً وشمالاً وقرطاه يتذبذبان ، فحمل عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فضربه بالسيف فقتله ، فصارت اُمّه شهربانويه تنظر إليه ولا تتكلم كالمدهوشة.

كَمْ لَكمْ منْ صِبيةٍ ما أبدَلتْ

ثَمّ منْ حاضنةٍ إلاّ رمَالا

سَلْ بحِجرِ الحربِ ماذا رَضَعتْ

فَثديُّ الحربِ قدْ كُنَّ نِصالا

رضَعتْ منْ دَمِها الموتَ فيَا

لرضاعٍ عادَ بالرّغمِ فِصالا

ومن الأطفال الذين قتلهم جيش يزيد يوم كربلاء ؛ بغياً وعناداً واجتراءً على الله تعالى ، عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وذلك لمّا ضعف الحسين (ع) عن القتال ، وجلس على الأرض ، فخرج عبد الله ، وهو غلام لمْ يراهق ، من عند النّساء ، فلحقته زينب بنت علي عليهما‌السلام لتحبسه ، فقال لها الحسين (ع) : «احبسيه يا اُختي» ؛ وذلك لعلمه ببغي أهل الكوفة وجرأتهم على قتل الأطفال. فأبى الطفل وامتنع عليها امتناعاً شديداً ، وجاء يشتدّ إلى عمّه الحسين (ع) حتّى وقف إلى جنبه ، وقال : لا اُفارق عمّي. فأهوى بحر بن كعب إلى الحسين (ع) بالسيف ، فقال الغلام : ويلك يابن الخبيثة! أتقتل عمّي؟! فضربه بحر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة ، فنادى

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست