اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 37
صفوفهم كأنّهم السيل
ـ وقال ما لا يحصى كثرةً ، فلم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه.
لهُ من عليٍّ في الحروبِ شجاعةٌ
لهُ من عليٍّ في الحروبِ شجاعةٌ
فكان ممّا قال (ع) : «الحمد لله الذي
خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور مَن
غرّته والشقيّ مَن فتنته ؛ فلا تغرّنكم هذه الدنيا ، فإنّها تقطع رجاء مَن ركن
إليها ، وتخيب طمع مَن طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه
عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنّبكم رحمته ، فنِعمَ
الربّ ربّنا ، وبئس العبيد أنتم! أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد (ص) ثمّ
إنّكم زحفتم على ذرّيّته وعترته تريدون قتلهم! لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم
ذكر الله العظيم». فقال ابن سعد : ويلكم كلّموه فإنّه ابن
أبيه! ولو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر. فتقدّم شمر فقال : يا
حسين ، ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتّى نفهم. فقال (ع) : «أقول : اتّقوا الله ربّكم
ولا تقتلوني ؛ فإنّه لا يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؛ فإنّي ابن بنت نبيّكم ،
وجدّتي خديجة زوجة نبيكم ، ولعلّه قد بلغكم قول نبيكم : الحسن والحسين سيّدا
شباب أهل الجنّة». فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم
بني عمّك فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحب. فقال له الحسين (ع) : «لا والله ، لا
اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرّ إقرار العبيد».
سامَوهُ أنْ يردَ الهوانَ أو المنييَة
والمسوَّدُ لا يكون مَسودَا
فأبى أنْ يعيش إلاّ عزيزاً
أو تجلّى الكفاحُ وهو صريعُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 37