responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 36

المجلس الثالث عشر

خطب الحسين (ع) فقال : «أيّها النّاس ، نافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوه ، واكسبوا الحمد بالنجح ولا تكسبوا بالمطل ذماً ؛ فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنّه لا يقوم بشكرها ، فالله له بمكافأته [١] فإنّه أجزل عطاءً وأعظم أجراً. واعلموا أنّ حوائج النّاس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتحوّر نقماً. واعلموا أنّ المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً ، فلو رأيتم المعروف رجلاً ، رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين ، ولو رأيتم اللؤم ، رأيتموه سمجاً مشوّهاً تنفر منه القلوب ، وتُغضّ دونه الأبصار. أيّها النّاس ، مَن جاد ساد ، ومَن بخل رذل ، وإنّ أجود النّاس مَن أعطى مَن لا يرجوه ، وإنّ أعفى النّاس مَن عفا عن قدرة ، وإنّ أوصل النّاس مَن وصل مَن قطعه. والاُصول على مغارسها بفروعها تسمو ، فمَن تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً. ومَن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه ، كافأه الله بها في وقت حاجته ، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه. ومَن نفّس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة ، ومَن أحسنَ أحسن الله إليه ، والله يُحب المحسنين».

وخطب (ع) أيضاً فقال : «إنّ الحلم زينة ، والوفاء مروءة ، والصّلة نعمة ، والإستكبار صلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلوّ ورطة ، ومخالطة أهل الدناءة شرّ ، ومجالسة أهل الفسق ريبة».

والحسين (ع) معدن الفصاحة والبلاغة ، ورث ذلك عن جدّه رسول الله (ص) ، أفصح مَن نطق بالضاد ، وعن أبيه أمير المؤمنين (ع) الذي علّم النّاس الفصاحة والخطب. ولقد خطب في الأعداء يوم كربلاء ـ حين وقف بازائهم ، وجعل ينظر إلى


[١] الظاهر أنّه سقط هنا كلمة ، وهي : (زعيم) أو (كفيل) أو (مليء) أو نحو ذلك. ـ المؤلف ـ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست