responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 366

وعبد الله بن جعفر ، أنْ تخلّوا بمراكزكم وأنْ تُباشروا حرباً؟». قال : أفاُدعى يا أمير المؤمنين إلى البزار ، فلا اُجيب جعلت فداك؟! قال (ع) : «نعم ، طاعةُ إمامِك أولى. ودّ معاوية أنّه ما بقي من بني هاشم نافخُ ضرمة إلاّ طُعن في قلبه ؛ إطفاءً لنور الله ، وَيَأْبَى اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ». وبلغ الخبر إلى معاوية ، فقال : ألا رجل يطلب بدم غرار؟ فانتدب له رجلان من لَخم ، فقال معاوية : أيّكما قتل العبّاس ، فله كذا. فأتيا العبّاس ، فقال : إنّ لي سيّداً اُؤامره. فأتى إلى أمير المؤمنين (ع) فأخبره ، فقال (ع) : «ناقلني سلاحك بسلاحي». فناقله ، وركب عليٌ فرس العبّاس ، فلم يشكّ الشاميان أنّه العبّاس ، فقالا له : أذنَ لك سيّدك؟ فقال : (أُذِنَ لِلّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنّ اللّهَ عَلَى‌ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). فبرز إليه أحدهما فكأنّما اختطفه ، ثمّ برز إليه الثاني فألحقه بالأوّل وانصرف ، وهو يقول : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى‌ عَلَيْكُمْ) فبلغ ذلك معاوية ، فقال : قبّح الله اللجاج ؛ ما ركبته ألاّ خُذلت. فقال عمرو بن العاص : المخذول والله ، اللخميان لا أنت. أقول : إنّ الذي خفته يا أمير المؤمنين على بني هاشم يوم صفّين ، فكنت تقيهم بنفسك ، ولا تأذن لهم في المبارزة ؛ خوفاً عليهم ، قد أدركه منهم بنو اُميّة يوم كربلاء ، فأفنوهم قتلاً ، ولمْ يتركوا منهم نافخ ضرمة قتلوا ولدك الحسين (ع) وذبحوه كما يُذبح الكبش ، وقتلوا معه سبعة عشر رجلاً من أهل بيتك من بني هاشم ، ما لهم على وجه الأرض شبيه. ولئن نجا منهم ـ بسببك ـ ابن عمّك العبّاس بن ربيعة يوم صفّين ، فلم ينجُ منهم ولدك أبو الفضل العبّاس يوم كربلاء.

قطَعُوا يَديهِ وهامُهُ فَلَقُوهُ في

عَمَدِ الحديدِ فَخرَّ خيرُ طَعينِ

ومشَى إليهِ السّبطُ ينْعاهُ كسَرْ

تَ الآنَ ظهْري يا أخي ومُعيني

عباسُ كبشَ كَتيْبَتي وكِنانَتي

وسريَّ قومي بلْ أعزّ حُصوني

فرسٌ ملكتَ بها الشَّريعةَ إنّها

عادَتْ إليَّ بصفقةِ المغْبُونِ

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست