responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 307

ونصره. ولمّا قنَتَ أمير المؤمنين (ع) على خمسة : معاوية وعمرو بن العاص وأبي الأعور السّلمي وحبيب بن مسلمة وبسر بن أرطاة ، قنَتَ معاوية على خمسة : علي والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وعبد الله بن العبّاس ومالك الأشتر رحمهما الله. ولمّا برز عبد الله بن الزّبير يوم الجمل ودعا إلى المبارزة ، برز إليه الأشتر ، فقالت عائشة : مَن برز إلى عبد الله؟ قالوا : الأشتر. فقالت : وا ثكل اسماء! وهي اُمّ عبد الله بن الزّبير ، اُخت عائشة. فضرب كلّ منهما صاحبه فجرحه ، ثُمّ اعتنقا فصرع الأشتر عبد الله وقعد على صدره ، واختلط الفريقان هؤلاء لينقذوا عبد الله وهؤلاء ليعينوا الأشتر ، وكان الأشتر طاوياً ثلاثة أيام لم يأكُل ـ وكانت هذه عادته في الحرب ، وكان أيضاً شيخاً كبير السّن ـ فجعل عبد الله يُنادي من تحته : اقتلوني ومالكاً ، واقتلوا مالكاً معي! فلم يدرِ النّاس مَن مالك ، وإنّما كان يُعرف بالأشتر ، فلو قال : اقتلوني والأشتر لقتلوهما. فأفلت ابن الزّبير من تحته ولم يكد ، فقال الأشتر في ذلك :

أعائشُ لولا أنّني كنتُ طاوياً

ثلاثاً لألقيتِ ابنَ اختكِ هالكا

غداةَ ينادي والرّجالُ تحوزُهُ

بأضعفِ صوتٍ اقتلوني ومالكا

فلمْ يعرفوه إذْ دعاهمْ وغمُهُ

خِدبٌ [١] عليه في العجاجةِ باركا

فنجّاه منّي أكلُهُ وشبابُهُ

وأنّيَ شيخٌ لم أكُنْ متماسكا

ودخل الأشتر على عائشة بعد انقضاء حرب الجمل ، فقالت : أنت الذي صنعت بابن اُختي ـ أي عبد الله بن الزّبير ـ ما صنعت؟ قال : نعم ، ولولا أنّي كنت طاوياً ثلاثة أيام لأرحت اُمّة محمّد (ص) منه. قالت : أما علمت أنّ رسول الله (ص) ، قال : «لا يحلّ دم مسلم إلاّ بأحد اُمور ثلاثة : كفر بعد إيمان ، أو زنى بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير حق»؟ فقال : على بعض هذه الثّلاثة قاتلناه يا اُمّ المؤمنين. والله ، ما خابني سيفي قبلها ، ولقد أقسمت أنْ لا يصحبني بعدها. وفي ذلك يقول الأشتر من جملة هذا الشّعر.

وقالتْ على أيِّ الخصالِ صرعتهُ

بقتلٍ أتى أمْ ردّةٍ لا أبا لكا

أمْ المُحصَنِ الزّاني الذي حلّ قتلُهُ

فقلتُ لها لا بدّ من بعض ذلكا

ومات الأشتر رحمه الله شهيداً ، دسّ إليه معاوية السمّ في شربة من عسل ، فلمّا بلغه موته ، قال : إنّ لله جنوداً من عسل. ولمّا بلغ موته إلى أمير المؤمنين (ع) ، حزن عليه حزناً شديداً ، وقال : «مالك ، وما أدراك ما مالك! وهل تلد النّساء مثل مالك؟! لو كان حجراً


[١] شيخ أو عظيم.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 307
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست