responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 306

المجلس الثّالثّ والأربعون بعد المئة

كان مالك بن الحارث الأشتر من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين (ع) ، ومن ثناء أمير المؤمنين عليه ما كتبه يوم صفّين إلى أميرين من اُمراء جيشه ، من جملة كتاب يقول فيه : «وقد أمّرت عليكما وعلى مَن في حيزكما مالك بن الحارث الأشتر ، فاسمعا له وأطيعا واجعلاه درعاً ومجناً [١] ؛ فإنّه ممّن لا يخاف وهنه [٢] ولا سقطته [٣] ، ولا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم ، ولا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل [٤]». ولقد بلغ ثناء أمير المؤمنين (ع) على مالك الأشتر في هذه الكلمات ، مع إختصارها ، ما لا يبلغ بالكلام الطّويل ، ولقد جمع (ع) أصنافاً كثيرة من الثّناء والمدح بكلمة واحدة من هذا الكلام ، وهي قوله : «لا يخاف بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم ، ولا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل». ولقد كان الأشتر رحمه الله أهلاً لذلك ، كان شديد البأس جواداً ، رئيساً حليماً ، فصيحاً شاعراً ، ومن شعره قوله :

بقَّيتُ وفري وانحرفتُ عن العُلا

ولقيتُ أضيافي بوجهِ عبوسِ

إنْ لمْ أشنّ على ابن هندٍ غارةً

لمْ تخلُ يوماً من ذهابِ نفوسِ

خيلاً كأمثالِ السّعالى شُزّباً

تعدو ببيضٍ في الكريهة شوسِ

حُميَ الحديدُ عليهمُ فكأنَّهُ

وَمضانُ برقٍ أو شعاعُ شموسِ

وكان يجمع بين اللين والعنف ، فيسطو في موضع السّطوة ويرفق في موضع الرّفق ، وكان فارساً شجاعاً من أكابر الشّيعة وعظمائها ، شديد التحقّق لولاء أمير المؤمنين (ع)


[١] المجن : التّرس.

[٢] ضعفه.

[٣] غلطه وخطأه.

[٤] أفضل.

اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست