اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 294
ولكنّ العجب ممّن
يدّعون الإسلام ، وقد حملوا الهاشميات من بنات رسول الله وبنات علي وفاطمة اُسارى
من بلد إلى بلد كأنّهنّ سبايا الترك أو الدّيلم ، وقابلوهن من الجفاء والغلظة بما
تقشعرّ منه الجلود وتنفطر له القلوب! فمن ذلك لمّا اُدخل نساء الحسين (ع) وصبيانه
على ابن زياد بالكوفة ، وفي جملتهم زينب اُخت الحسين (ع) ، وهي مُتنكّرة وعليها
أرذل ثيابها ، فمضت حتّى جلست ناحية وحفّ بها إماؤها ، فقال ابن زياد : مَن هذه؟
فلم تجبه ، فأعاد القول ثانياً وثالثاً يسأل عنها. فقال له بعض إمائها : هذه زينب
بنت فاطمة بنت رسول الله. فأقبل عليها ابن زياد ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم
وفضحكم وأكذب اُحدوثتكم. فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد ، وطهّرنا من
الرّجس تطهيراً ؛ إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا. فقال ابن زياد : كيف
رأيت صنع الله بأخيك الحسين وأهل بيتك؟ قالت : ما رأيت إلاّ جميلاً ، هؤلاء قوم
كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج
وتُخاصم ؛ فانظر لمَن الفلج يومئذ ، ثكلتك اُمّك يابن مرجانة! قال : فغضب ابن زياد
وكأنّه همّ بضربها ، فقال عمرو بن حُريث : يا أمير ، إنّها امرأة ، والمرأة لا
تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين
والعُصاة المردة من أهل بيتك. فرقّت زينب وبكت وقالت : لعمري يابن زياد ، لقد قتلت
كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي ، فإنْ كان هذا شفاؤك ، فقد اشتفيت. فقال ابن زياد :
هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.
تُصانُ بنتُ الدّعيّ في كِلل الملكِ
وبنتُ الرّسول تُبتذلُ
يُرجى رضى المصطفى فوا عجباً
تُقتل أولادُه ويحتملُ
اسم الکتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 294