اسم الکتاب : أضواء على التقيّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 83
قال قدس سره : غير خفي ـ على ذوي العقول
من أهل الايمان وطالبي الحق من ذوي الأذهان ـ ما بُلي به هذا الدين من اولئك
المردة المعاندين بعد موت سيّد المرسلين ، وغصب الخلافة من وصيّه أمير المؤمنين ،
وتواثب اولئك الكفرة عليه ، وما بلغ إليه حال الأئمّة صلوات الله عليهم من الجلوس
في زاوية التقيّة ، والأغضاء على كلّ محنة وبلية ، وحث الشيعة على استشعار شعار
التقيّة ، والتديّن بما عليه تلك الفرقة الغوية ، حتّى كورت شمس الدين النيرة ،
وخسفت كواكبه المقمرة ، فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلّا القليل ، لا
متززاج أخباره باخبار التقيّة ، كما قد اعترف بذلك ثقة الاسلام وعلم الأعلام
(محمّد بن يعقوب الكليني نوّر الله تعالى مرقده) في جامعه الكافي ، حتّى انه قدس
سره تخطّأ العمل بالترجيحات المرويّة عند تعارض الأخبار ، والتجأ إلى مجرّد الردّ
والتسليم للأئمّة الأبرار ، فصاروا صلوات الله عليهم ـ محافظة على أنفسهم وشيعتهم
ـ يخالفون بين الأحكام ، وإن لم يحضرهم أحد من اولئك الأنام ، فتراهم يجيبون في
المسألة الواحدة بأجوبة متعدّدة وإن لم يكن بها قائل من المخالفين ، كما هو ظاهر
لمن تتبّع قصصهم وأخبارهم وتحدّى سيرهم وآثارهم.
فمن ذلك ما رواه الكافي في الموثق عن
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال :
سألته عن مسألةٍ فأجابني ، ثمّ جاءه
رجلٌ فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثمّ جاء رجلٌ آخر فأجابه بخلاف ما
أجابني وأجاب صاحبي ، فلمّا خرج الرّجلان قلت : يا ابن رسول الله رجلان من أهل
العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كلّواحدٍمنهمابغيرماأجبتبهصاحبه؟
فقال : «يا زرارة! إنّ هذا خيرٌ لنا
وأبقى لنا ولكن ، ولو اجتمعتم على أمرٍ واحدٍ لصدّقكم النّاس علينا ولكن أقلّ
لبقائنا وبقائكم».
قال : ثمّ قلت لأبي عبد الله عليه
السلام : شيعتكم لو حملتموهم على الأسنّة أو على النّار لمضوا
اسم الکتاب : أضواء على التقيّة المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 83