responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على التقيّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 84

وهم يخرجون من عندكم مختلفين ، قال فأجابني بمثل جواب أبيه.

فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلاف أجوبته عليه السلام في مسألة واحدة في مجلس واحد وتعجب زرارة ، ولو كان الاختلاف إنّما وقع لموافقة العامّة لكفى جواب واحد بما عليه ، ولما تعجب زرارة من ذلك لعلمه بفتواهم عليهم السلام احياناً بما يوافق العامّة تقية ، ولعلّ السر في ذلك أنّ الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين كل ينقل عن امامه خلاف ما ينقله الآخر هانوا في نظرهم ، بخلاف ما إذا اتفقت كلمتم وتعاضدت مقالتهم. فانهم يصدقونهم ويشتدّ بغضهم لهم ولامامهم ومذهبهم ، ويصير ذلك سبباً لثوران العداوة ، وإلى ذلك يشير قوله عليه السلام : «ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ..».

ومن ذلك ـ أيضاً ـ ما رواه الشيخ في التهذيب في الصحيح ـ على الظاهر ـ عن سالم أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ـ سأله انسان وأنا حاضر ـ فقال : ربّما دخلت المسجد وبعض أصحابنا يصلي العصر ، وبعضهم يصلّي الظهر؟ فقال : «أنا أمرتهم بهذا ، لو صلّوا على وقت واحد لعرفوا فأخذ برقابهم» وهو أيضاً صريح في المطلوب ؛ إذ لا يخفى أنه لا تطرق للحمل هنا على موافقة العامة ، لاتفاقهم على التفريق بين وقتي الظهر والعصر ومواظبتهم على ذلك.

وما رواه الشيخ في كتاب العدة مرسلاً عن الصادق عليه السلام : انه سئل عن اختلاف أصحابنا في المواقيت؟ فقال : «أنا خالفت بينهم».

وما رواه في الاحتجاج بسنده فيه ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت به : انه ليس شيء أشدّ عليّ من اختلاف أصحابنا ، قال : «ذلك من قِبلي».

وما رواه في كتاب معاني الأخبار عن الخزاز ، عمّن حدّثه ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : «اختلاف أصحابي لكم رحمة» وقال عليه السلام : «إذا كان ذلك جمعتكم على أمر واحد» وسئل عن اختلاف أصحابنا فقال عليه السلام : «أنا فعلت ذلك بكم ولو اجتمعتم على أمر واحد لأخذ برقابكم».

اسم الکتاب : أضواء على التقيّة المؤلف : الصدر، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست