[1] الصعبة من الإبل: الغير المذللة. و أشنق لها
بالزّمام: إذا جذبه إلى نفسه و هو راكب ليمسكها عن الحركة العنيفة و الخرم الشق و
أسلس لها: أرخى لها و تقحم في الأمر: ألقى نفسه فيه بقوة. فصاحبها أي: صاحب تلك
الطّباع الخشنة مثله. و هو يتولّى شئون الرعية و تدبير أمورهم- كمثل راكب الناقة
الصّعبة التي لم تذلل، فهو بين خطرين: إن جذبها إليه شق أنفها، و إن أرخى لها
القياد ألقت به في المهالك، و الناقة الصعبة أراد الرعية لأنّها لم تألفه و تنفر
من طباعه فلا تستقيم له بحال، أو هي صاحب تلك الطّباع، و حينئذ يكون المقصود من
قوله( ع) إن أشنق لها خرم، و إن أسلس لها تقحم، أنّ الذي يريد إصلاح صاحب تلك
الطباع واقع بين خطرين فان أنكر عليه عمله وقع الانشقاق و الاختلاف بينهما، و إن
تركه و شأنه أدى به الأمر إلى الإخلال بالواجب.
و وجه ثالث: يمكن أن يكون المقصود
بالناقة الخلافة، فإذا استرجعها بالقوة شقّ عصا المسلمين و أوقع الخلاف في صفوفهم
مما يؤدي بالنتيجة إلى الردة، و إن تركها و سكت عنها، سارت في غير اتجاهها فهو
منها بين خطرين.
[2] مني الناس: ابتلوا. و الخبط الحركة على غير
استقامة، و الشماس- بكسر- الشين- كثرة النفار و الاضطراب. و التلون:
اختلاف الأحوال و الاعتراض ضرب من
التلون و أصله المشي في عرض الطريق.
[3] خلاصة حديث الشورى: أنّ عمر بن الخطّاب لما
طعنه أبو لؤلؤة و أيقن بالموت دعا وجوه الصحابة، و عرض عليهم موضوع الخلافة، و
اشير فيما اشير عليه بابنه عبد اللّه فقال. لا، لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب
عمر ما حمل، حسب عمر ما احتقب! لا أتحملها حيّا و ميتا، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه
مات و هو راض عن هذه الستة« عليّ، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقاص،
و عبد الرحمن بن عوف» فأما سعد فلا يمنعني منه إلّا عنفه و فضاضته، و أمّا من عبد
الرحمن فلأنّه قارون هذه الأمة و أمّا من طلحة فتكبره و نخوته، و أمّا من الزبير
فحشه، و لقد رأيته بالبقيع يقاتل على صاع من شعير، و لا يصلح لهذا الأمر إلّا رجل
واسع الصدر و أمّا من عثمان فحبه لقومه و عصبيته لهم، و أمّا من علي فحرصه على هذا
الأمر و دعابة فيه. ثم قال: يصلي صهيب بالناس ثلاثة أيام، و تخلوا الستة نفر في
البيت ثلاثة أيّام ليتفقوا على رجل منهم، فان استقام أمر خمسة و أبى رجل فاقتلوه،
و إن استقر أمر ثلاثة و أبى ثلاثة فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن
عوف.
[5] صغا: مال بسمعه إليه. و الضغن: الحقد. و الهن:
على وزن أخ كناية عن شيء قبيح الذي مال لحقده هو: سعد بن أبي وقاص. و الذي مال
لصهره عبد الرحمن بن عوف حيث مال إلى عثمان لمصاهرة بينهما.
روى الشيخ المفيد في الإرشاد عن
جيش الكناني قال: لما صفق عبد الرحمن على يد عثمان بالبيعة في يوم الدار قال له
أمير المؤمنين( ع): حركك الصهر و بعثك على ما صنعت، و اللّه ما أمّلت منه الا ما
أمل صاحبك من صاحبه، دق اللّه بينكما عطر منشم- و عطر منشم هو عطر صعب الدق و
المراد به هنا الموت- و هكذا كان فقد بلغ الحال في الخلاف بينهما أن أعلن عثمان
تحريم مجالسة عبد الرحمن، و وجوب نبذه، و أبرأ الذمّة ممن يكلمه أو يعاطيه معاطاة
أي مواطن يتمتع بحقوقه الاجتماعية.
[6] النفج: النفخ. و النثيل: الروث. و المعتلف:
موضع الاعتلاف.
[7] الخضم: الأكل بجميع الفم و قيل: المضغ بأقصى
الأضراس.
قال ابن أبي الحديد- في شرحه على
النهج ج 1 ص 66-:
و صحت فيه فراسة عمر بن الخطّاب،
اذ قد أوطأ بني أميّة رقاب الناس، و أولاهم الولايات و اقطعهم القطائع، و افتتحت
ارمينيا في أيّامه، فاخذ الخمس كله فوهبه لمروان إلى أن قال: و طلب منه عبد اللّه
بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه اربعمائة ألف درهم و اعاد الحكم بن أبي العاص بعد ان
سيره يسور اللّه( ص) ثم لم يرده أبو بكر و لا عمر، و أعطاه مائة ألف درهم و تصدّق
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بموضع سوق بالمدينة يعرف« بنهروز» على المسلمين،
فاقطعه عثمان الحارث بن-- الحكم اخا مروان بن الحكم، و اقطع مروان فدكا و قد كانت
فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها رسول اللّه تارة بالميراث، و تارة بالنحلة، فدفعت
عنها إلى آخر ما ذكره ابن أبي الحديد فاليراجع و عمل الحجة الأميني في ج 9 من كتاب
الغدير قائمة بمصر وفاته على قومه و ذوبه فالتراجع أيضا.