responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 149

الصَّادِقِينَ‌[1] فَقَالَ سَلْمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَامَّةٌ هَذِهِ الْآيَةُ أَمْ خَاصَّةٌ؟ فَقَالَ أَمَّا الْمَأْمُورُونَ فَعَامَّةُ الْمُؤْمِنِينَ أُمِرُوا بِذَلِكَ وَ أَمَّا الصَّادِقُونَ خاصة [فَخَاصَّةٌ] لِأَخِي عَلِيٍّ وَ أَوْصِيَائِي بَعْدَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنِّي قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِي غَزَاةِ تَبُوكَ لِمَ تُخَلِّفُنِي فَقَالَ إِنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِي أَوْ بِكَ وَ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي؟ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي سُورَةِ الْحَجِ‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌[2] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ فَقَامَ سَلْمَانُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْتَ عَلَيْهِمْ شَهِيدٌ وَ هُمْ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمْ وَ لَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ‌ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ‌؟ قَالَ عَنَى بِذَلِكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا خَاصَّةً دُونَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ سَلْمَانُ بَيِّنْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا وَ أَخِي عَلِيٌّ وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَامَ خَطِيباً وَ لَمْ يَخْطُبْ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ- يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ‌[3] كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَا تَضِلُّوا فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي وَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ هُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كُلُّ أَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ لَا وَ لَكِنَّ أَوْصِيَائِي مِنْهُمْ أَوَّلُهُمْ أَخِي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ بَعْدِي هُوَ أَوَّلُهُمْ ثُمَّ ابْنِيَ الْحَسَنُ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ شُهَدَاءُ لِلَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجُهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ خُزَّانُ عِلْمِهِ وَ مَعَادِنُ حِكْمَتِهِ مَنْ أَطَاعَهُمْ‌ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‌ وَ مَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ- فَقَالُوا كُلُّهُمْ نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ ذَلِكَ-


[1] التوبة: 119.

[2] الحجّ: 77.

[3] قال السيّد شرف الدين: في المراجعة« 8» ص 51:

و الصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة، و طرقها عن بضع و عشرين صحابيا متضافرة و قد صدع بها رسول اللّه« ص» في مواقف له شتّى: تارة يوم غدير خم كما سمعت، و تارة يوم عرفة في حجة الوداع، و تارة بعد انصرافه من الطائف و مرة على منبره في المدينة، و اخرى في حجرته المباركة في مرضه، و الحجرة غاصة بأصحابه إذ قال:« أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي، و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب اللّه عزّ و جل، و عترتي أهل بيتي، ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا علي الحوض» الحديث و قد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور، حتى قال ابن حجر- إذ أورد- حديث الثقلين-:« ثم اعلم أنّ لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا»« قال» و مر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، و في بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك: بحجة الوداع بعرفة، و في أخرى إنّه قاله بالمدينة في مرضه، و قد امتلأت الحجرة بأصحابه، و في أخرى إنّه قال ذلك بغدير خم، و في أخرى إنّه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر»« قال»« و لا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن و غيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز و العترة الطاهرة» إلى آخر كلامه انتهى ما أردنا نقله من كتاب المراجعات و تجد ما نقله السيّد« قدّس سرّه» من كلام ابن حجر في ص 75 و 89 من صواعقه.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست