و الصحاح الحاكمة بوجوب التمسك
بالثقلين متواترة، و طرقها عن بضع و عشرين صحابيا متضافرة و قد صدع بها رسول
اللّه« ص» في مواقف له شتّى: تارة يوم غدير خم كما سمعت، و تارة يوم عرفة في حجة
الوداع، و تارة بعد انصرافه من الطائف و مرة على منبره في المدينة، و اخرى في
حجرته المباركة في مرضه، و الحجرة غاصة بأصحابه إذ قال:« أيها الناس يوشك أن اقبض
قبضا سريعا فينطلق بي، و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم
كتاب اللّه عزّ و جل، و عترتي أهل بيتي، ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا عليّ
مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا علي الحوض» الحديث و قد اعترف
بذلك جماعة من أعلام الجمهور، حتى قال ابن حجر- إذ أورد- حديث الثقلين-:« ثم اعلم
أنّ لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا»« قال» و مر له طرق
مبسوطة في حادي عشر الشبه، و في بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك: بحجة الوداع بعرفة، و
في أخرى إنّه قاله بالمدينة في مرضه، و قد امتلأت الحجرة بأصحابه، و في أخرى إنّه
قال ذلك بغدير خم، و في أخرى إنّه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف
كما مر»« قال»« و لا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن و غيرها
اهتماما بشأن الكتاب العزيز و العترة الطاهرة» إلى آخر كلامه انتهى ما أردنا نقله
من كتاب المراجعات و تجد ما نقله السيّد« قدّس سرّه» من كلام ابن حجر في ص 75 و 89
من صواعقه.