اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 47
من أخبار الأمم البائدة ، كان شيئا يكاد يجهله العرب جهلا تاما ، وإن كان
يعلم بعضا منه أهل الكتاب الذين درسوا التوراة والإنجيل [١].
(٥) القصص القرآني
والتوراة
وليس صحيحا
كذلك ما ذهب إليه بعض المستشرقين من أن القرآن الكريم ، قد اعتمد إلى حد كبير في
قصصه على التوراة والإنجيل [٢] ، وزاد بعض من تابعهم من الباحثين العرب على ذلك أن
القرآن الكريم جعل هذه الأخبار مطابقة لما في الكتب السابقة ، أو لما يعرفه أهل
الكتاب من أخبار ، حتى ليخيل إلينا أن مقياس صدقها وصحتها من الوجهة التاريخية ،
ومن وجهة دلالتها على النبوة والرسالة ، أن تكون مطابقة لما يعرفه أهل الكتاب من
أخبار [٣] ، وذهب «مالك بن نبي» أن هناك تشابها عجيبا بين القرآن والكتاب المقدس (التوراة
والانجيل) ، وأن تاريخ الأنبياء يتوالى منذ إبراهيم إلى زكريا ويحيى ومريم والمسيح
، فأحيانا نجد القرآن يكرر نفس القصة ، وأحيانا يأتي بمادة تاريخية خاصة به مثل
هود وصالح ولقمان وأهل الكهف وذي القرنين [٤] ، ومن عجب أن صاحب كتاب «من روائع القرآن» ينقل عنه ـ فيما
يزعم ـ أن القرآن جاء بقصص الأنبياء السابقين والأمم الغابرة ، على نحو يتفق جملة
وتفصيلا مع ما أثبتته التوراة والإنجيل من عرض تلك الأخبار والقصص ، وأن ذلك دليل
لا يقبل الشك بأن هذا القرآن ما كان حديثا يفترى [٥] ، ولكنه وحي من الله
[٢] جولدتسهير :
العقيدة والشريعة في الإسلام ، ترجمة الدكتور محمد يوسف موسى ص ١٢ ، ١٥ ، وكذا Alfred Guillaume, Islam, (Pelican Books) , ٤٦٩١, PP. ١٦ ـ ٢٦
[٣] محمد أحمد خلف
الله : المرجع السابق ص ٢٢ ، وأنظر ص ٢٧ ـ ٢٨ ، ٤٥ ، ١٧٤ ـ ١٧٧ ، ١٨٢