اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 336
استخدمت في بناء السد والحواجز حجارة اقتطعت من الصخور وعولجت بمهارة وحذق
حتى توضع بعضها فوق بعض ، وتثبت وتتماسك وكأنها قطعة صلدة واحدة ، وقد وجد أن بعض
الأحجار قد ربطت بعضها ببعض بقطع من قضبان أسطوانية من المعدن المكون من الرصاص
والنحاس وذلك ليكون البناء قويا ، وليكون في إمكانه الوقوف أمام ضغط الماء وخطر
وقوع الزلازل ، أما المادة التي استعملت لربط الاحجار ببعضها فهي من الجبس الممتاز
، وقد تصلب هذا الجبس الذي طليت به واجهات السد كذلك حتى صار كأصلب أنواع السمنت [١].
(٦) تهدم السد
تعرض سد مأرب
عدة مرات لتصدعات في بنيانه إبان الفترة ما بين بنائه على أيام «سمه علي ينوف» في
منتصف القرن السابع قبل الميلاد [٢] ، أي حوالي عام ٦٥٠ ق. م. (وربما حوالي عام ٧٠٠ ق. م.
أو ٧٥٠ ق. م. ، كما أشرنا من قبل) وبين آخر مرة أصلح فيها السد في عام ٥٤٣ م ، على
أيام أبرهة الحبشي ، أي خلال ما يقرب من ألف ومائتي عام ، وربما أكثر من ذلك ، لأن
هناك من يرى أن السد قد ظل يؤدي واجبه حتى حوالي عام ٥٧٥ م [٣] ، ومن ثم فليس في استطاعتنا على ضوء معلوماتنا الحالية
أن نؤكد أن تلك المباني القائمة عند الفتحتين ، إنما ترجع إلى عهد «سمه
[٢] حدد «فلبي»
للمكرب «سمه علي ينوف» فترة الحكم (٦٦٠ ـ ٦٤٠ ق. م.) ، غير أنه عاد بعد ذلك وحدد
له في قائمته التي نشرها في مجلة (le Museon) عام ٧٨٠ ق. م.
كبداية للحكم ، ثم جعل فترة الحكم ـ بالاضافة إلى فترة حكم خليفته «تيع أمربين»
ثلاثين عاما ، تنتهي عام ٧٥٠ ق. م. (أنظر جواد ٢ / ٣١٢)
[٣] جواد علي ٧ / ٢١٠
وكذاA.Grohmann ,op - cit ,P.١٥١ وكذا انظر : A. Grohmann, Sudarabien
als Wirtschaftsgebie t, II, P. P. ٣٢ ـ ٨٢
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 336