اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 335
وادي زنة ، وربما كان ذلك الإسم في حد ذاته ما يثبت أن تهدم السد قد حدث في
هذه الناحية القريبة من مدخل الضيقة ويبدو أن صخرة الجبل تكوّن إحدى جانبي هذه
الفتحة ، أما الناحية الأخرى فمشيدة من الحجر ، وربما كان في صدغي تلك الفتحة
المكان الذي كانوا يزلقون فيه كتل الأخشاب لتصريف الكميات اللازمة من المياه وتسير
بعد ذلك في قناة عادية ، ويبدو أنه كان هناك بروزا مثلثا في ذلك الجدار الحجري ،
وقد كان ذلك البروز داخلا في جدار السد الكبير ، وهو الجدار الذي تهدم وسبب ذلك الخراب
[١].
وأما البوابة
اليسرى ، فقد كان لها عينان ، ووراءها قناة مبنية الجوانب طولها أكثر من كيلومتر
تنتهي بحوض كبير تتفرع منه عدة قنوات ، كما يبدوا أنهم سدوا الناحية الجنوبية
بجدار يرتكز على صخرة الجبل ، ثم جعلوا في مكان مرتفع من الجدار أربع فتحات وذلك لتصريف
أي كميات زائدة من المياه حتى لا يرتفع منسوب المياه أمام السد إلى حد لا يريدونه
، أو يؤثر على الفتحات أو يتعارض مع النظام المقرر لها ، وتخرج تلك المياه الزائدة
إلى الخارج وتنزل إلى باطن الوادي ، وفي وقت من الأوقات رأوا أنه لا حاجة للعينين
فسدوا واحدة منهما واكتفوا بالأخرى ، وكان يخرج من الحوض المبني بالحجر في آخر
القناة الكبرى قنوات متعددة ، تبلغ فتحات بعضها نحو ثلاثة أمتار ، وكلها مبنية
بالحجر ، وكانت مثل البوابتين الكبيرتين تغلق بوضع كتل من الخشب تنزلق في فتحتين
في جانبي كل بوابة [٢].
هذا وتدل دراسة
المباني التي ما زالت قائمة عند البوابتين على أنه قد