اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 314
الذي يرى فيه فريق ثان المؤسس الأصلي للسد ، وليس متمما له ، بينما ذهب
فريق ثالث إلى أن ذلك إنما كان لقمان الأكبر العادي وهو لقمان بن عاد بن عاد ـ وقد
رصف أحجاره بالرصاص والحديد [١].
وأيا ما كان
الأمر ، فإن القوم بدءوا يستغلون المياه التي أخذت تتجمع خلف السد كالبحر ، فكانوا
إذا أرادوا سقي مزارعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة
، فيسقون حسب حاجتهم ثم يسدونه ، فازدهرت بلادهم فوق ازدهارها الأول ، ويزعم
الأخباريون ـ فيما يزعمون ـ أن المرأة إنما كان تخرج ـ إذا أرادت جني شيء من
الفاكهة ـ واضعة مكتلها على رأسها ، فتمشي تحت الأشجار ، وهي تغزل أو تعمل ما شاءت
، فلا ترجع إلى بيتها ، إلا وقد امتلأ مكتلها مما يتساقط من الثمار ، ويزيد البعض
أنها كانت تروح من قرية وتغدوها وتبيت في قرية لا تحمل زادا ولا ماء ، لما بينها
وبين الشام ، وأن بلاد سبأ كانت طيبة لا يرى فيها بعوض ولا برغوث ولا عقرب ولا حية
ولا ذباب ، وكان الركب يأتون وفي ثيابهم القمل وغيره ، فإذا وصلوا إلى بلادهم ماتت
، وهكذا عاش القوم في أطيب عيش وأهنأ حال ، فضلا عن قوة الشوكة واجتماع الكلمة ،
لا يعاندهم ملك إلا قصموه ، ولا يوافيهم جبار في جيش إلا كسروه ، فذلت
حيث كانت تدعى «اون» أو «أويون» واما «بابليون» ولده ، فهذا اسم حصن في مصر
القديمة ما تزال بقاياه حتى الآن ، وأما قوله شعرا في النبي عليه الصلاة والسلام ،
فهذا من نوع مزاعمهم من نسبة شعر إلى إبليس والى آدم ... ، وهي لا تعدو ان تكون
أساطير ، لا تعرف لها نصيبا من صواب ، ثم إن عربية الجنوب تختلف كثيرا عن عربية
الشمال ، عربية القرآن الكريم
[١] مروج الذهب ٢ /
١٦٠ ـ ١٦٢ ، تفسير الطبري ٢٢ / ٧٨ ـ ٨٠ ، تفسير روح المغاني ٢٢ / ١٢٦ ، معجم
البلدان ٥ / ٣٤ ـ ٣٥ ، الدميري ١ / ٤٤٥ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٥٠ ، تفسير البيضاوي
٢ / ٢٥٩ ، ابن كثير : البداية والنهاية ٢ / ١٥٩ ، تفسير القرطبي ١٤ / ٤٨٦ ، تفسير
الفخر الرازي ٢٥ / ٢٥١ ، وفاء الوفا ١ / ١١٧
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 314